responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 188


على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر ، كأنه حصن آخر مربع يرتقى فيه بدرج أخرى إلى موضع آخر ، يشرف منه على السطح الأول بشرفات أخرى ، وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها :
وليس فيها ، كما يقال ، غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيها الجاهل بها ، بل الدرجة مستديرة بشئ كالبئر فارغ ، زعموا أنه مهلك وأنه إذا ألقي فيها الشئ لا يعرف قراره ، ولم أختبره والله اعلم به ، ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره ، والذي يزعمون أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر ، وكيف ينظر في مرآة بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو أكثر ، ومن أعلى المنارة ؟
فلا سبيل للناظر في هذا الموضع ، فهذا الذي شاهدته وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا أصل له . وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت في وسط البلد وإنما الماء طفح على ما حولها فأخر به وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا على غيره .
وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، على يد عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة ، فلما قتل عمر وولي عثمان ، رضي الله عنه ، ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاع ، فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا ، فقيل لعثمان : ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية . فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من مصر ، فما رجع إليها إلا في أيام معاوية . حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب ، قال : حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي ، وأبة من بلاد إفريقية ، قال : اذكر ليلة وانا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل بحر عدن ، وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني : في أي شئ أنت مفكر ؟ فعرفته أنني قد عملت في تلك الساعة شعرا ، وهو هذا :
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ، لعل طرف الذي أهواه ينظره فقال مرتجلا :
يا راقد الليل بالإسكندرية لي من يسهر الليل ، وجدا بي ، وأسهره ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته ، وإن مرى دمع أجفاني تذكره وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته ، لعل عين الذي أهواه تنظره

188

نام کتاب : معجم البلدان نویسنده : الحموي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست