كذلك لما ذكرت الموت في صدر البيت الأول ، أتبعته بذكر الردى في آخره ليكون أحسن تلاؤماً ، ولما كان وجه الجريح المنهزم عبوساً وعينه باكية قلت : ووجهك وضاح وثغرك باسم ، لأجمع بين الأضداد في المعنى . فأعجب سيف الدولة بقوله ، ووصله بخمسين ديناراً من دنانير الصلات وفيها خمس مائة دينار . وعبَر سيف الدولة نهر آلس في بلاد الروم وهو نهر عظيم ونزل على صارخة وخرشنة وهما مدينتان بالروم فأحرق ربضهما وكنائسهما وقفل غانماً ، فلما صار على آلس راجعاً وافاه الدمستق ملك الروم فصافه الحرب فهزمه وأسر بطارقته وقتل ، ثم سار فواقعه في موضع آخر فهزمه أيضاً ، ثم واقعه على نهر آخر وقد ملَّ أصحابه السفر وكلُّوا من القتال فانهزموا ، واجتاز أبو الطيب ليلاً بقطعة من الجيش نيام بين قتلى ، فقال يذكر الحال وما جرى في الدرب من الخيانة : < شعر > غيري بأكثر هذا النوع ينخدع * إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا ليس الجمال لوجه صح مارنه * أنف العزيز بقطع العز يجتدع وفارس الخيل من خفت فوقرها * في الدرب والدم في اعطافه دفع بالجيش تمتنع السادات كلهم * والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع < / شعر >