لمؤرخ بيزنطي ، أو قطعة لكاتب من كتاب ذلك العصر ، أو قصيدة من قصائد شاعر من شعراء العرب أو اليونان ، حتى يستهويك الوصف والحديث عنه . لقد أقسم مؤرخ زار حلب في عصر سيف الدولة أن قصور الخلفاء في بغداد ، وقصور ملوك الروم في القسطنطينية كانت أقل بهاء من قصور سيف الدولة ، وأن الفنون على تباين أنواعها كانت مضطهدة في عاصمة المسيحية ، ولكنها كانت تنعم بتسامح كبير في عاصمة الحمدانيين وكان المصورون والمثالون من الروم يهربون من قيصر إلى سيف الدولة ، فيستقبلهم ويكرمهم ويشجعهم ويستفيد من عبقرياتهم . وقال بروكلمن في تاريخ الشعوب الإسلامية : 2 / 91 : « ولئن كان سيف الدولة مديناً بما تم له من شهرة عريضة لنضاله الموفق ضد الروم في المحل الأول ، فليس من شك في أنه مدين بذلك في المحل الثاني لعطفه على الفنون والعلوم ، ورعايته لها . وبالتالي فإن مدينة حلب في عهد سيف الدولة جمعت أكابر رجال ذلك العصر على اختلاف بلدانهم وتباين ثقافتهم ، كالفارابي ، والشريف أبي إبراهيم جد بني زهرة ، وابن نباتة ، والمتنبي ، والصنوبري ، وابن خالويه ، وابن جني ، والبكتمري ، والنامي ، وكشاجم ، وابن أبي الفياض وأبي الفرج العجلي ،