لرُبَّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم ! لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل التئام خيول المسلمين . أفيقتل منكم مثله وتفرحون ؟ ! ( تاريخ الطبري : 4 : 334 ) . وكان في الرعيل الأول من صحابة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأول الشهداء مع الحسين ( عليه السلام ) بعد الحملة الأولى . ( أنصار الحسين / 108 ) . وكان له دور قيادي في حركة مسلم بن عقيل في الكوفة فقد تولى أخذ البيعة للحسين ( عليه السلام ) وكان يتسلَّم الأموال التي يتبرع بها المسلمون للحركة . وعندما كشف ابن زياد عمله وأراد القبض عليه ، قام بنو أسد بإخفائه حتى خرج مع حبيب بن مظاهر متخفيين والتحقا بالحسين ( عليه السلام ) في كربلاء . ( الفتوح : 5 / 42 ) . وفي ليلة عاشوراء دعا الحسين ( عليه السلام ) أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال لهم : « أما بعد : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً ، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً . فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لم نفعل ذلك لنبقى بعدك ! لا أرانا الله ذلك أبداً . . » . وكان أول من تكلم من أصحابه مسلم بن عوسجة ( رحمه الله ) قال : « أنخلي عنك وبمَ نعتذر إلى الله سبحانه في أداء حقك ؟ أما والله لا يكون ذلك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه