تميل علينا هذه الطغام بسيوفهم فنعانق الحور العين . ( رجال الكشي : 1 / 293 ) . ولما زحفت جيوش الضلال نحو عسكر الحسين ( عليه السلام ) وأحاطت به وبأصحابه قال حبيب لزهير بن القين : كلِّم القوم إن شئت وإن شئت كلَّمتُهم . فقال له زهير : أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم فقال لهم حبيب : أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته ، وعُبَّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً . فقال له عزرة بن قيس : إنك لتزكِّي نفسك ما استطعت ، فأجابه زهير بن القين : يا عزرة ، إن الله قد زكاها وهداها ، فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين ، أنشدك الله أن تكون ممن يعين الضلاَّل على قتل النفوس الزكية . ( تاريخ الطبري : 4 / 316 ) . وقاتل حبيب في ذلك اليوم قتال الأبطال حتى حضر وقت صلاة الظهر فقال الحسين ( عليه السلام ) : سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي ففعلوا فقال لهم الحصين بن تميم : إنها لا تقبل . فقال له حبيب بن مظاهر : زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتقبل منك يا حمار ! فحمل عليه حصين بن تميم ، وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف ، فشب ووقع عنه وحمله