قال الطبري : 4 / 264 : « لما ورد مسلم بن عقيل الكوفة ، ونزل دار المختار بن أبي عبيد ، وأقبلت الشيعة تختلف إليه ، فقام عابس بن شبيب الشاكري فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرك منهم ، والله أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه : والله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله لا أريد بذلك إلا ما عند الله . فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال : رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ، ثم قال : وأنا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه » . وقال الشيخ السماوي في إبصار العين : 102 : « وجعل حبيب ومسلم يأخذان البيعة للحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، حتى إذا دخلها عبيد الله بن زياد وخذَّل أهلها عن مسلم وتفرق أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما ، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا إليه » . وقد شارك حبيب في حرب الجمل وصفين والنهروان . وكان يحفظ القرآن ويحيي لياليه في تلاوته ( أعيان الشيعة : 4 / 553 ) وكان عمره في كربلاء 75 سنة . ( قصة كربلاء : 308 ) .