أجد عليك سبيلاً ، فقال له كميل : لا تصرف علي أنيابك ولا تهدم علي ، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل كواسل الغبار ، فاقض ما أنت قاض ، فإن الموعد الله وبعد القتل الحساب ، ولقد خبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنك قاتلي . قال فقال له الحجاج : الحجة عليك إذن ! فقال كميل : ذاك إن كان القضاء إليك ! قال : بلى قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان ، اضربوا عنقه فضربت عنقه » . أقول : يتضح لك أن الحجاج قتل كميلاً ( رحمه الله ) لمجرد تشيعه ، وقد اعترف أتباع السلطة بأن الحجاج اتهمه جزافاً بدون حجة بأنه شارك في قتل عثمان . بل كانت الحجة لكميل لأن عثمان لطمه ذات يوم بدون حق ، فلم يرفع يده عليه مع أنه أقوى منه وأشجع ، وإنما طالبه بالقصاص فرضخ عثمان ، فعفى عنه كميل ! لكنهم اخترعوا قصة ركيكة لا تقبل التصديق ، تزعم أن كميلاً قصد المدينة ليقتل عثمان فشك به عثمان ولطمه ، فحلف له كميل أنه لم يكن يقصد قتله فقبل منه وأقاده ، فعفى كميل عنه ! ( تاريخ الطبري : 3 / 431 ) .