رُكب منهم ما قد علمت وحُرموا ومُنعوا حقهم ، وصاروا إلى ما رأيت ، وقد كتب إليك المهدي كتاباً وهؤلاء الشهود عليه . فقال يزيد بن أنس الأسدي ، وأحمر بن شميط البجلي ، وعبد الله بن كامل الشاكري ، وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة : نشهد أن هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه ، فقبضه إبراهيم وقرأه ثم قال : أنا أول من يجيب ، قد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك ، فقل ما بدا لك وادع إلى من شئت » . وفي نهاية الإرب / 4575 ، وغيره ، أنه شهد على صحة الكتاب : عبد الرحمن بن شريح ، وابن النفية ، والشعبي ، وأبوه ، وبضعة عشر من أصحابه ، ثم قال : « فلما فرغ من قراءته تأخر ( إبراهيم ) عن صدر الفراش وأجلس المختار عليه وبايعه ، وصار يختلف إلى المختار كل عشية ، يدبرون أمورهم » . وقد كتبنا عن ثورة المختار وابن الأشتر في المجلد الرابع من جواهر التاريخ ، وبينا مكذوبات رواة السلطة لتشويه شخصية المختار ( رحمه الله ) . بطولة إبراهيم في معركة الموصل كانت أهم معركة خاضها إبراهيم ( رحمه الله ) معركته مع الجيش الأموي بقيادة عبيد الله بن زياد ، الذي قصد العراق بستين ألف مقاتل ، وروي أن جيشه كان ثلاثةً وثمانين ألفاً ، فتلقاه إبراهيم ( رحمه الله ) قرب الموصل ببضعة آلاف ، فسحقهم وقتل كثيراً منهم ، فهربوا وغرق كثيرون في نهر الخازر ، ولم ينجُ منهم إلا فلول !