نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 752
وخدم أيضا لمن أتى بعده من الملوك الذين ملكوا دمشق وله منهم الجاري المستمر والراتب المستقر والمنزلة العلية والفواضل السنية وهو ملازم التردد إلى القلعة والبيمارستان ودائم التزايد في العلم في سائر الأزمان ومما وجدته من علو همته وشرف أرومته أنه تجرد لعلم الفقه فسكن بيتا في المدرسة القليجية التي وقفها الأمير سيف الدين علي بن قليج رحمه الله وهي مجاورة لدار الحكيم بدر الدين فقرأ الكتب الفقهية والفنون الأدبية وحفظ القرآن حفظا لا مزيد عليه وعرف التفسير والقراءات حتى صار فيها هو المشار إليه واشتغل بذلك على الشيخ الإمام شهاب الدين أبي شامة رحمه الله وليس للحكيم بدر الدين دأب إلا العبادة والدين والنفع لسائر المسلمين ولم يزل يبلغني تفضله ويصلني أنعامه وتفضله وكان وصل إلي من تصنيفه كتاب مفرح النفس فكتبت إليه في رسالة وقف المملوك على ما أودعه مولانا الحكيم الإمام العالم بدر الدين أيد الله سعادته وأدام سيادته في كتابه المعجز ولفظه الموجز الموسوم بمفرح النفس الموجد للسرور والأنس الذي أربى به على القدماء وعجز سائر الأطباء والحكماء وتقلبت الأدوية القلبية منه فرقا وصار الرئيس مرؤوسا في هذا المرتقى ولا غرو صدور مثله عن مولانا وهو شيخ الأوان وعلامة الزمان فالله يجعل حياته مقرونا بها السعادة ويملأ الآفاق من تصانيفه لتكثر منها الإفادة وكتبت في هذه الرسالة إليه هذه الأبيات ونظمتها بديها ( تكاد لنور بدر الدين * تخفى طلعة الشمس ) ( حكيم فاضل حبر * شريف الخيم والنفس ) ( وأدرى الناس في طب * وعلم النبض والحبس ) ( خبير بالتداوي عن * يقين ليس عن حدس ) ( فمن بقراط والشيخ * من اليونان والفرس ) ( فكم أوجد من برء * وكم أنقذ من عكس ) ( سما في الرأي عن قيس * وفي الألفاظ عن قس ) ( وقد أهدى إلى قلبي * كتاب مفرح النفس ) ( كتاب حل تأييد * به في عالم القدس ) ( تجلى نور معناه * لنا في ظلمة النفس ) ( وما أحسن زهر الخط * في روض من الطرس ) ( بدت أبكار أفكار * فكان الطرف في عرس ) ( وما أكثر لي فيه * من الراحة والأنس ) ( وقد قابلت ما يحويه * بالتقبيل والدرس )
752
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة جلد : 1 صفحه : 752