responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 738


فرخشاه بن شاهان شاه بن أيوب فبعث إليه يستدعيه ويستدعي جدي لأنه كان يعرفه من عهد أبيه فلما وصلا إليه تلقاهما وأحسن إليهما غاية الإحسان وأطلق لهما الجامكية والجراية والرتب وحسن موقع عمي عنده جدا حتى كان لا يفارقه في أكثر أوقاته ولما رأى علمه بالحساب وجودة تصرفه فيه طلب منه يريه شيئا من الحساب فامتثل أمره وعرفه جملة منه وألف له كتابا في الحساب يحتوي على أربع مقالات وكان للملك الأمجد رحمه الله نظر في الفضائل ورغبة في أهلها وينظم شعرا جيدا وله ديوان مشهور ولما كان في سنة تسع وستمائة مرضت عيني خادم يقال له سليطة للسلطان الملك العادل أبي بكر ابن أيوب وهو يعزه كثيرا وتفاقم المرض في عينيه حتى هلكت ويئس منها ورآه المشايخ من الأطباء والكحالين وكل عجز عن مداواته وأجمعوا أنه قد عمي وأن المداواة لم يبق لها فيه تأثير أصلا ولما رآه أبي وتأمل عينيه قال أنا أداوي عيني هذا ويبصر بهما إن شاء الله تعالى وشرع في مداواته وفي علاجه وعيناه في كل وقت تصلح حتى كملت عافيته وبرأ برءا تاما وركب وعاد إلى ما كان عليه أولا حتى كان يتعجب منه وظهرت منه في مداواته معجزة لم يسبق إليها فأحسن الملك العادل ظنه به كثيرا وأكرمه غاية الإكرام من الخلع وغيرها وكان له قبل ذلك أيضا تردد إلى الدور السلطانية بالقلعة بدمشق وداوى بها جماعة كانت في أعينهم أمراض صعبة فصلحوا في أسرع وقت وعرف بذلك أيضا الملك العادل وقال مثل هذا يجب أن يكون معي في السفر والحضر وطلبه للخدمة فسأل أن يعفى وأن يكون مقيما بدمشق فلم يجبه إلى ذلك وأطلق له جامكية وجراية واستقرت خدمته له في خامس عشر ذي الحجة سنة تسع وستمائة وكان حظيا عنده وعند جميع أولاده الملوك ويعتمدون عليه في المداواة وله منهم الإحسان الكثير والافتقاد التام ولم يزل في الخدمة إلى أن توفي الملك العادل رحمه الله وملك دمشق بعده الملك المعظم فأمر أن يستمر في خدمته وكان له فيه أيضا من حسن الاعتقاد والرأي مثل أبيه وأكثر وخدم الملك المعظم لاستقبال صفر سنة عشرة وستمائة ولم يزل في خدمته إلى أن توفي الملك المعظم رحمه الله ورسم الملك الناصر داود ابن الملك المعظم بأن يستمر في خدمته وأن يجري له ما كان مقررا في أيام والده فبقي معه إلى أن اتفق توجه الملك الناصر إلى الكرك فأقام أبي بدمشق وصار يتردد إلى القعلة لخدمة الدور السلطانية لكل من ملك دمشق من أولاد الملك العادل وغيرهم وكلهم يرون له ويعتمدون عليه في المداواة وله الجامكية والجراية والإنعام الكثير ويتردد أيضا إلى البيمارستان نور الدين الكبير وله الجامكية والجراية والناس يقصدونه من كل ناحية لما يجدون في مداواته من سرعة البرء وإن أمراضا كثيرة مما تكون مداواتها بالحديد يبرئها بذلك على أجود ما يمكن ومنها ما يعالجها بالأدوية ويبرئها بها ويستغني أصحابها عن الحديد وهذا المعنى قد مدحه جالينوس في كتابه في محنة الطبيب الفاضل وقال رأيت طبيبا يبرئ بالأدوية الأدواء التي يبرئها المعالجون بالحديد بالقطع فعد ذلك على أن له علما ودربة وحذقا قال وأحمد أيضا من رأيته يبرئ بالأدوية وحدها

738

نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 738
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست