responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 737


ثم باحث الأطباء ولازم مشاهدة المرضى بالبيمارستان ومعرفة أمراضهم وما يصف الأطباء لهم وكان فيه جماعة من أعيان الأطباء ثم قرأ في أثناء ذلك علم صناعة الكحل وباشر أعمالها عند القاضي نفيس الدين الزبير وكان المتولي للكحل في ذلك الوقت في البيمارستان وكذلك أيضا باشر معه في البيمارستان أعمال الجراح وكان الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي يومئذ في القاهرة وكان صديقا لجدي وبينهما مودة أكيدة فاشتغل عمي عليه بشيء من العربية والحكمة وكان يبحث معه في كتب أرسطوطاليس ويناقشه في المواضع المشكلة منها وكان يجتمع أيضا بسديد الدين وهو علامة في العلوم الحكمية ويشتغل عليه وكان أيضا قبل ذلك قد اشتغل بعلم النجوم على أبي محمد بن الجعدي وكان هذا الشيخ فاضلا في علم النجوم متميزا في أحكامه وكان لحق الخلفاء المصريين ويعد من الخواص عندهم وكان أبوه من أعيان الأمراء في دولتهم وأما صناعة الموسيقى فكان قد أخذها عن ابن الديجور المصري وعن صفي الدين أبي علي بن التبان ثم بعد ذلك أيضا اجتمع بأعيان المصنفين في هذا الفن مثل البهاء المصلح الكبير وشهاب الدين النقجوني وشجاع الدين بن الحصن البغدادي ومن هو في طبقتهم وأخذ عنهم كثيرا من تصانيف العرب والعجم ولم يكن لعمي دأب في سائر أوقاته من صغره إلا النظر في العلوم والاشتغال وتكميل نفسه بالفضائل ولما عاد جدي إلى الشام وانتقل إليها وذلك في سنة سبع وتسعين وخمسمائة وكان لعمي في ذلك الوقت من العمر نحو العشرين سنة شرع عمي في معالجة المرضى والتزيد في صناعة الطب وكان في دمشق الشيخ رضي الدين يوسف بن حيدرة الرحبي وكان كثير الصداقة لجدي من السنين الكثيرة وسمع بعمي ولما شاهده ورأى تحصيله فرح به وبقي عمي يحضر مجلسه ويقرأ عليه ويبحث معه في صناعة الطب وباشر المرضى في البيمارستان الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي وكان فيه من الأطباء موفق الدين بن الصرف والشيخ مهذب الدين عبد الرحيم بن علي واشتغل أيضا بالحكمة في ذلك الوقت على موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي لأنه كان أيضا قد عاد إلى الشام وكان بدمشق أيضا جماعة من أهل الأدب ومعرفة العربية مثل زين الدين بن معطي فلازمه واشتغل عليه ومثل تاج الدين بن حسن الكندي أبي اليمن وكان صديقا لجدي وبينهما مودة سالفة من عند عز الدين فرخشاه فلازمه عمي أيضا واشتغل عليه بالعربية وأتقن عمي هذه العلوم بأسرها وصار شيخا يقتدى به في صناعة الطب ويشتغل عليه بها وله من العمر دون الخمس وعشرين سنة وكان أيضا يشعر ويترسل وكان يتكلم بالفارسية ويعرف تصاريف لغة الفرس وينظم شعرا بالفارسي وكان أيضا يتكلم بالتركي ولما كان في يوم الجمعة خامس عشر شهر رمضان سنة خمس وستمائة استدعاه السلطان الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وسمع كلامه وحسن موقعه عنده وأنعم عليه وأمر أن ينتظم في خدمته فاتفقت تعاويق من حركات السلطان وبعد ذلك بأيام سمع به صاحب بعلبك وهو الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين

737

نام کتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء نویسنده : ابن أبي أصيبعة    جلد : 1  صفحه : 737
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست