ليس هناك من الأسماء ما يدل على أن هذه القبائل كانت شيعية إلا من مدة قريبة أقدرها بمائة وخمسين عاماً ، إذ أني تتبعت شجرات النسب لها فلم أجد أسماء أعجمية مخالفة للشريعة ، كما حدث الأمر فيما بعد مثل عبد الزهرة وعبد الأمير ! ولم تظهر هذه الأسماء إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ( عشائر العراق : 2 / 250 ) . إن سادة العمارة على سبيل المثال هم بالأصل من الفرع الحسني الذي جاء من الحجاز أي ليس لهم علاقة بالفرع الحسيني الذي يكثر انتساب الشيعة له ، ومن فرع سادة العمارة سادة السوامرة ، كما ذكر ذلك عباس العزاوي ، وقد بقي سادة السوامرة على سنيتهم ، في حين تحول سادة العمارة إلى التشيع . من الأدلة الكثيرة أيضاً على أن التشيع كان دخل من وقت قريب إلى جنوب العراق : هي عشائر الفتلة التي يعود أصلها إلى عشائر الدليم ، وكانت قد سكنت في بعض نواحي الديوانية فأدى ذلك إلى تشيعها ، في حين أن المعروف على عشائر الدليم أنها سنة حتى يومنا هذا ، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه ، من أن التشيع هو أمر طارئ على جنوب العراق . ومن المرجح أن الصراع الذي كان بين الصفويين في إيران والدولة العثمانية ، كان عاملاً رئيسياً في تحول عشائر العمارة إلى التشيع ، إذ أن الشعور بالعداء للدولة العثمانية عند هذه العشائر ضد سياستها