خلال مراحل ضعف الدولة العثمانية وسيطرة الأنكليز على العراق ، مما أدى إلى انتشار التشيع في المناطق المتاخمة للحدود العراقية الإيرانية الحالية . على كل حال يُعَدُّ العراق منذ القدم منطقة نزوح واسعة للقبائل من جزيرة العرب ، وليس هناك أي موجة بشرية جاءت من الشرق إلا غزاة ، وقد بينا أصول هذه القبائل العربية ، أما ما يدل على كون هذه القبائل كانت سنية المعتقد فهو الأدلة الآتية : يذكر محمود شكري الآلوسي ( ت 1924 م ) أن تحول العشائر العراقية في جنوب العراق كان في حدود النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي ، ويقول في ذلك : ولقد أصبح اليوم أعراق قطر العراق ، مملوة من سم أذنابهم فلا ينجع فيه ترياق ولا ألف راق ، فقد ارتد غالب القبائل والعربان على أعقابهم ، ورجعوا والأمر لله تعالى على أدبارهم ، فرفضوا شعائر الإسلام وأهملوا سائر الأحكام ، واتخذوا بغض أئمة الدين عبادة ، وصيّروا مقت أصحاب سيد المرسلين وسيلة لنيل السعادة ، وقعدوا عن نصرة إمام المسلمين في الجهاد ، بل عدوا ذلك من باطل الاعتقاد ( السيوف المشرقة - مخطوط : 2 / أ ) . وهذا التحديد مهم في أنه يعطي تصوراً بأن هذه العشائر كانت عشائر سنية !