5 - الحياة الفكرية والدينية في الحيرة كان في الحيرة معاهد للعلم ، فقد ذكروا أن إيليا الحيري مؤسس دير مار إيليا تلقى دراسته الدينية في مدرسة في الحيرة ، كما تلقى مار عبد الكبير دراسته في إحدى مدارسها . وعندما فتح المسلمون عين التمر ، كان في كنيستها أربعون صبياً يتعلمون ، منهم سيرين أبو محمد بن سيرين ، ونصير أبو موسى بن نصير فاتح الأندلس ، ويسار جد المؤرخ ابن إسحاق . وكذلك تعلم المرقش الأكبر وأخوه حرملة ، الكتابة وبعض العلوم في الحيرة . وكان ملوك الحيرة يهتمون بالتدوين ، وقد أمر النعمان بن المنذر بنسخ أشعار العرب في كراريس فنسخت له ، وعثر على بعضها مدفوناً في قصره الأبيض في زمن المختار . وكان من شعراء الحيرة : المثقب العبدي ، والنابغة الذبياني ، وطرفة بن العبد ، ولقيط بن يعمر الأيادي ، وعدي بن زيد العبادي ، وعمرو بن كلثوم ، وعمرو بن قميئة ، وأعشى قيس ، والمرقش الأكبر ، ولبيد بن ربيعة . وكان النعمان يقيم مهرجاناً أدبياً يسمى المؤتمر . وكانت الحيرة مركزاً للطب ، فكان حنين بن إسحق النصراني العبادي ، من أطباء المتوكل العباسي ، وكان أبوه صيدلانياً بالحيرة .