كما اهتم المناذرة بالتجارة والصناعة والزراعة ، فكانت لهم قوافل تجارية بين الجزيرة والشام ، وكانوا يشاركون بلطائمهم أي بقواقلهم في أسواق العرب ، وكان لهم قوارب في الفرات إلى الأبلة على الخليج وسفن ضخام تقصد البحرين وعدن والهند والصين . وكانت الأراضي بين الحيرة والنجف والفرات مزروعة بالنخيل والبساتين والجنان . واشتهر الخمر الحيري . كما نسبت إلى الحيرة صناعة السيوف والسهام والنصال للرماح ، ونسج الحرير والكتان والصوف ، والتطريز بخيوط الذهب ، وكان في قصر الخورنق عدد من القَيْن والنُّسَّاج ، ومن أزياء الحيريين الساج والطيلسان والدخدار واليملق والشرعبية والسيراء . وكان ملوك الحيرة يخلعون على الشعراء وغيرهم أثواباً تعرف بالرضا ، وهي جباب مطوقة بالذهب ، ومنها ما يسمى المرفل . ومن الناحية الدينية كان المناذرة وثنيين يعبدون أصنام العرب . وكان بعضهم نصارى على المذهب النسطوري ، وذكر مؤرخو المسيحية شخصيات كنسية وقساوسة من أهل الحيرة ، منهم القديس حنان يشوع ، والقديس مار يوحنا ، والقديس هوشاع ، الذي حضر مجمع إسحاق الجاثليق عام 410 م . وشمعون الذي أمضى أعمال مجمع يهبالا الذي انعقد سنة 486 م ، وشمعون الذي حضر مجمع أقاق وإيليا