نام کتاب : الجوهرة في نسب الإمام علي وآله نویسنده : البري جلد : 1 صفحه : 98
وبويع لعلي ، رضي الله عنه ، بالخلافة يوم قتل عثمان ، رحمه الله ، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار ، وتخلف عن بيعته منهم نفر ، فلم يهجهم ، ولم يكرههم . وسئل عنهم ، فقال : ( أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل ) . وفي رواية أخرى : ( أولئك قوم خذلوا الحق ، ولم يبصروا الباطل ) . وتخلف عن بيعته أيضا معاوية ومن معه في جماعة أهل الشام . فكان منهم في صفين بعد الجمل ما قد كان تغمد الله جميعهم بالغفران . وقتل مع علي في صفين أبو اليقظان عمار بن ياسر بن عامر بن مالك ابن كنانة بن قيس بن الحصين بن لوذين . ويقال : لوذيم : بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس العنسي المذحجي . وعنس بالنون أخو مراد ، وأبوهما مالك بن أدد ، وهو جماع مذحج . وكان ياسر أبو عمار قدم مكة من اليمن . فخالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط ، فولدت له عمارا ، فأعتقه أبو حذيفة . فمن ها هنا هو عمار مولى لبني مخزوم ، وأبوه عربي كما ذكر . وكان عمار وأمه سمية وأبوه ياسر ممن عذب في الله . ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه . واطمأن بالإيمان قلبه ، فنزلت فيه : ( إلا من أكره ، وقلبه مطمئن بالإيمان ) [1] . وهذا مما اجتمع عليه أهل التفسير . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم ، وهم يعذبون ، فيقول لهم : ( صبرا يا آل ياسر ، صبرا