نام کتاب : الجوهرة في نسب الإمام علي وآله نویسنده : البري جلد : 1 صفحه : 12
بن هشام فقال ، وهم على بابه : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن ، وإن لم تفعلوا كان لكم فيه ذبح ، ثم بعثتم من بعد موتكم ، فجعلت لك نار تحرقون فيها . قال : وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال : " نعم ، أنا أقول ذلك ، أنت أحدهم " . وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه ، فلا يرونه . فجعل ينثو [1] ذلك التراب على رؤوسهم ، وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس : ( يس ، والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) . إلى قوله تعالى : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) [2] . حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات ، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا . ثم انصرف إلى حيث أراد . فأتاهم آت ممن لم يكن معهم ، فقال : ما تنتظرون ها هنا ؟ قالوا : محمد . قال : خيبكم الله ، قد والله خرج عليكم محمد ، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا ، وانطلق لحاجته . أفما ترون ما بكم ؟ قال : فوضع كل رجل منهم يده على رأسه ، فإذا عليه تراب . ثم جعلوا يطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقولون : والله إن هذا لمحمد نائما ، عليه برده . قال : فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا . فقام علي عن الفراش . فقالوا : والله لقد كان صدقنا الذي كان حدثنا . وكان مما انزل الله تعالى من القرآن في ذلك اليوم ، وما