نام کتاب : منازل السائرين نویسنده : عبد الله الأنصاري جلد : 1 صفحه : 28
وقد صنّف جماعة من المتقدّمين والمتأخّرين في هذا الباب تصانيف ، عساك لا تراها - أو أكثرها على حسنها [1] ، مغنية كافية . منهم من أشار إلى الأصول ، ولم يف [2] بالتفصيل ، ومنهم من جمع الحكايات ، ولم يلخّصها تلخيصا ، ولم يخصّص النكتة تخصيصا ، ومنهم من لم يميّز بين مقامات الخاصّة وضرورات العامّة ، ومنهم من عدّ شطح المغلوب مقاما ، وجعل بوح الواجد ورمز المتمكَّن شيئا عاما ، وأكثرهم لم ينطق عن الدرجات . واعلم أنّ العامّة من علماء هذه الطائفة والمشيرين [3] إلى هذه الطريقة ، اتّفقوا على أنّ النهايات لا تصحّ إلَّا بتصحيح البدايات ، كما أنّ الأبنية لا تقوم إلَّا على الأساس . وتصحيح البدايات هو إقامة الأمر على مشاهدة الإخلاص ومتابعة السّنّة ، وتعظيم النهى على مشاهدة الخوف ورعاية الحرمة ، والشفقة على العالم ببذل النصيحة وكفّ المؤنة ، ومجانبة كل صاحب يفسد الوقت وكل سبب يفتن [4] القلب . على أنّ الناس في هذا الشأن [5] ثلاثة نفر : رجل يعمل بين الخوف والرجاء ، شاخصا إلى الحبّ مع صحبة الحياء . فهذا هو