responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 97


الْعِجْلَ ) * [ البقرة : 93 ] أي حب العجل . ومن ذلك قوله عزّ وجلّ : * ( أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ) * [ الكهف : 74 ] . ولم يذكر قتله والمعنى بغير نفس قتلها فحذف الفعل ومثله أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض أضمر قوله بغير نفس قتلها أو بغير فساد في الأرض فاكتفى عنه بذكر غير الأولى وكذلك قوله : * ( من في السَّماواتِ والأَرْضِ ) * [ آل عمران : 83 ] معناه ومن في الأرض وكذلك قوله : * ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) * [ التين : 7 ] هو متصل بقوله سبحانه : * ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) * [ التين : 4 ] وفصل بينهما النعت والاستثناء والمعنى فما يكذبك بعد هذا البيان أيها الإنسان بالديانة فأي شيء يحملك على التكذيب بأن تدين الله تعالى وهو أحكم الحاكمين ومن المبدل المضمر أيضا : * ( إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ ) * [ الإسراء : 75 ] المعنى ضعف عذاب الأحياء وضعف عذاب الموتى فأضمر ذكر العذاب وأبدل الأحياء والموتى بذكر الحياة فأقام الوصف مقام الاسم . ويصلح أيضا أن يترك الوصف على لفظه ويضمر أهل فيكون ضعف عذاب أهل الحياة وضعف عذاب أهل الممات كما أضمر أهل في ذكر القرية وذكر العير فقال : * ( وسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها والْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) * [ يوسف : 82 ] والمعنى : واسأل أهل القرية وأسأل أهل العير . ومن هذا المعنى قوله تعالى :
* ( ثَقُلَتْ في السَّماواتِ والأَرْضِ ) * [ الأعراف : 187 ] هو من المبدل المضمر ، فمبدله ثقلت ومعناه خفيت . أبدل بدلالة المعنى عليه لأن الشيء إذا خفي علمه ثقل وكذلك قوله في السماوات معناه على ومضمر أهل والمعنى خفيت على أهل السماوات وأهل الأرض لا تأتيكم إلا بغتة يعني فجأة . ومنه قوله عزّ وجلّ : * ( تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ ) * [ يوسف : 85 ] فيه مضمر ومحذوف ، فمحذوفه تزال ، ومضمره لا التي هي جواب القسم ، والمعنى : قالوا تاللَّه لا تزال تفتؤا تذكر يوسف فأضمرت لا وأبدلت تزال بقوله تفتؤا وهي من مختصر الكلام وفصيحه وبليغه وهي لغة لبعض العرب وفي القرآن من كل لغة .
ومن هذا قوله عزّ وجلّ : * ( وتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) * [ الواقعة : 82 ] وقوله سبحانه : * ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ الله كُفْراً ) * [ إبراهيم : 28 ] معناه تجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون وكذلك بدلوا شكر نعمة الله كفرا بها ومثله : * ( فَكَأَيِّنْ من قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها ) * [ الحج : 45 ] : * ( وكَأَيِّنْ من قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها ) * [ الحج : 48 ] معناه أهل قرية مثل قوله :
وسئَلِ العَيرَ [ يوسف : 82 ] المعنى أهل العير والعير هي الإبل المجهولة وهذا الذي تسميه النحويون المجاز . وهكذا قوله : * ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) * [ الإسراء : 9 ] معناه للطريقة التي هي أقوم . ومثل هذا قوله عزّ وجلّ : * ( وقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا

97

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست