responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 431


بك لينظر كيف نعمل في الزهد فيك والأثرة له سبحانه وتعالى . وعرفناه أيضا بالمقت لك فوافقناه في ذلك وعرفناه أيضا فتألهت قلوبنا إليه أعرضنا عمّا سواه . وكذلك كان الحسن رحمه الله تعالى يصف أشياخه كان أحدهم يعرض عليه المال الحلال فيقال : خذه فاستغن به فيقول لا حاجة لي فيه أخاف أن يفسد على قلبي فهذا كان له قلب صالح راعاه فخاف تغيّره كذلك .
روينا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : إنه مرّ بجدي ميت أجرب فقال : أ ترون هذا هان على أهله قلنا : يا رسول الله من هو ؟ إنه ألقوه فقال للدنيا أهون على الله تعالى من هذا على أهله .
وفي لفظ آخر : أنه قال : أيكم يحبّ أن هذا له بدرهم قلنا : لا أينا وأي شيء يساوي هذا ؟
قال صلَّى الله عليه وسلم : الدنيا أهون على الله تعالى من هذا عليكم . وكذلك أخبر بالغاية في قلتها وعدم قيمتها بقوله : ولو كانت الدنيا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . وضرب المثل في نتنها وانقلابها على أهلها بقوله للأعرابي : أ رأيت ما تأكلون وتشربون أ لستم تتغوطون وتبولون ؟ قال : بلى . قال : فإلى أي شيء يصير ؟ قال : إلى ما علمت يا رسول الله قال أ ليس يقعد أحدكم خلف بيته فيجعل يده على أنفه من نتن ريحه . قال : نعم قال : فإن الله تعالى جعل الدنيا مثلا لما يخرج من ابن آدم . وكذلك روينا في تأويل قوله تعالى : * ( وفي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ ) * [ الذاريات : 21 ] قيل : مواضع الغائط والبول . وقال سبحانه وتعالى : * ( وما الْحَياةُ الدُّنْيا في الآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ ) * [ الرعد : 26 ] قال بعض أهل اللغة : متاع أي جيفة . سمعت عن الأصمعي . قال بعض العرب يقول متع اللحم إذا تغير وأنتن . وقد كان الحسن رحمه الله تعالى يقول لما هبط آدم عليه السلام إلى الدنيا كان أوّل شيء عمل فيها أنه أحدث .
وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إنه نظر إلى ما خرج منه فآذاه ريحه فاغتمّ لذلك فقال له جبريل : هذه رائحة خطيئتك فشهد العقلاء عن الله تعالى الدنيا في صورة كنيف فلم يدخلوا فيها إلا ضرورة فكلما استغنيت عن دخولك الكنيف كان أفضل وشهدها بعضهم جيفة فلم ينالوا منها إلا بلغة فكلما تقللت من الجيفة كان خيرا . وقال وهب بن منبه : قرأت في بعض الكتب : يا ابن آدم إن تردني أترك الدنيا وإن ترد الدنيا طال عناك . وفي بعض كتب الله تعالى : يا ابن آدم أنا بدك اللازم فلا تؤثر على ما منه بد . وقال بعض المخبرين عن الله سبحانه وتعالى : إنه أوحى إلى الدنيا : اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك . وقال آخر : وقد روينا مسندا أن الله تعالى أوحى إلى الدنيا : تمرري لأوليائي

431

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست