responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 413


مما طلعت عليه الشمس .
وقيل : لا يعرى من النفاق إلا ثلاث طبقات من المؤمنين : الصديقون والشهداء والصالحون ، وهؤلاء الذين مدحهم الله تعالى بكمال النعمة عليهم ، وألحقهم بمقامات أنبيائه لكمال الإيمان وحقيقة اليقين فيهم . وقيل من أمن من النفاق فهو منافق .
وكان بعضهم يقول : علامة النفاق أن يكره من الناس ما يأتي مثله ، وأن يحب على شيء من الجور ، وأن يبغض على شيء من الحق ، ومن النفاق من إذا مدح بما ليس فيه أعجبه ذلك .
وعلامات النفاق أكثر من أن تحصى ، يقال هي سبعون علامة ، والحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في أربع هن أصولها تتشعب منها الفروع فقال عليه الصلاة والسلام « أربع من كن فيه فهو منافق خالص وإن صام وصلَّى وزعم أنه مسلم ، وإن كانت فيه خصلة منهن ففيه شعبة من نفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ، وإذا خاصم فجر » وفي لفظ آخر « إذا عاهد غدر » فصارت خمسا .
وقال رجل لابن عمر رضي الله عنهما : إنا ندخل على هؤلاء الأمراء ونصدقهم بما يقولون فإذا خرجنا تكلمنا فيهم ، فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم .
وروينا عنه من طريق آخر أنه سمع رجلا يذم الحجاج ويقع فيه فقال له : أ رأيت لو كان الحجاج حاضرا أ كنت تتكلم بما تكلمت به ؟ قال لا ، قال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم .
وأشد من ذلك أن نفرا قعدوا على باب حذيفة رضي الله عنه ينتظرونه ، فكانوا يتكلمون في شيء من شأنه ، فلما خرج عليهم سكتوا حياء منه ، فقال : تكلموا فيما كنتم تقولون فسكتوا ، فقال : كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم .
وأعظم من هذا ما كان الحسن رحمه الله يذهب إليه ، كان يقول : إن من النفاق اختلاف السر والعلانية ، واختلاف اللسان والقلب ، والمدخل والمخرج .
فدقائق النفاق وخفايا الشرك عن نقصان التوحيد وضعف اليقين أوجبت المخاوف على المؤمنين خشية مقت الله تعالى ، وخوف حبوط الأعمال .
من ذلك كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليخرج من منزله ومعه دينه فيرجع إلى منزله وليس معه من دينه شيء ، يلقى الرجل فيقول : إنك لذيت وذيت ويلقى

413

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست