responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 41


الفجر الأول ثم تغرب في الفلك الأسفل المتجانف وتحجبها الأرض السادسة فيذهب الضوء ويعود سواد الليل كما كان لغيبة الشمس وهو الثلث الأخير وفيه وردت الأخبار باهتزاز العرش وانتشار الرياح من جنات عدن ومن نزول الجبار إلى سماء الدنيا وفيه الخبر الذي جاء أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سئل أي الليل أفضل ؟ فقال : نصف الليل الغابر يعني الباقي وهذا هو الورد الرابع من نصف الليل إلى وقت السحر الأول . ثم يدخل الورد الخامس وهو السحر الأخير وفيه يستحب السحور ، فمن لم يتسحر في أوله بغته الفجر وهو قبل طلوع الفجر الثاني بمقدار قراءة جزء من القرآن . في هذا الورد الخامس الاستغفار وقراءة القرآن وقد ذكره الله عزّ وجلّ في قوله : * ( وقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) * [ الإسراء : 78 ] . قيل تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار لتوسط هذا الورد بينهما . ومن ذلك ذهب أهل الحجاز إلى أن الصلاة الوسطى التي نص الله تعالى على المحافظة عليها هي صلاة الفجر تعظيما لهذا الوقت وتشريفا له لتوسطه بين آخر الليل وأول النهار . فهذا الورد هو أقصر الأوراد ومن أفضلها وهو من السحر الأول إلى طلوع الفجر الثاني إلا ما كان من صلاة نصف الليل فذلك هو أفضل شيء من الليل ، وهو أوسط الأوراد لأنه هو الورد الثالث . ويصلح في هذا الورد الخامس من السحر الأخير الصلاة لمن استيقظ من ساعته أو لمن تمم به صلاته . فالصلاة فيه لها فضل وشرف وهو بمنزلة الصلاة في أول الليل بين العشاءين . ولأن معنى قوله عزّ وجلّ عند بعض المفسرين : * ( وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) * [ الذاريات : 18 ] . أي يصلون وكذلك قوله عزّ وجلّ : * ( وقُرْآنَ الْفَجْرِ ) * [ الإسراء : 78 ] يعني به الصلاة فكنى بذلك القرآن والاستغفار عن الصلاة لأنهما وصفان منها ، كما قيل للصلاة تسبيح وسبحة لأن فيها التسبيح . وكذلك يقال للصلاة استغفار لأنه يطلب بها المغفرة وتكون هذه الصلاة في السحر بدلا من السحور إلى طلوع الفجر الثاني وقد أمر بها سلمان أخاه أبا الدرداء ليلة زاره في حديث طويل قال في آخره : فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان : نم . فنام ثم ذهب ليقوم فقال له : نم . فنام فلما كان عند الصبح قال له سلمان : قم الآن فقاما . فصليا . فقال : إن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لربك عليك حقّا وإن لضيفك عليك حقّا فأعط كل ذي حق حقه ، وذلك أن امرأة أبي الدرداء أخبرت سلمان أنه لا ينام الليل ، قال : فأتيا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فذكرا ذلك له فقال :
صدق سلمان . وهذا الورد الخامس يشبه الورد السابع من النهار قبل الغروب في فضل وقتيهما وهذا قبل الفجر الثاني . والفجر الثاني هو انشقاق شفق الشمس وهو بدو بياضها الذي تحته الحمرة وهو الشفق الثاني على ضد غروبها ، لأن شفقها الأول من العشاء وهو

41

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست