responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 36


الله عزّ وجلّ . فأقام الاسم مقام الفعل وهو الطرف الثاني من النهار الذي أمر الله عزّ وجلّ فيه بالتسبيح بقوله عزّ وجلّ : * ( فَسَبِّحْ وأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ) * [ طه : 130 ] . ويستحب أن يقرأ قبل غروب الشمس : * ( والشَّمْسِ وضُحاها ) * [ الشمس : 1 ] : * ( واللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) * [ الليل : 1 ] والمعوّذتين وأن تغرب الشمس عليه وهو في الاستغفار فذلك مما أمر به في هذا الوقت من الأذكار . وكل ما يستحب من التسبيح والحمد والدعاء والذكر في أوّل النهار قبل طلوع الشمس فإنه يستحب في هذا الورد قبل غروب الشمس لأنّ الله تعالى قرنهما في الذكر فقال تعالى : * ( وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِها ) * [ طه : 130 ] . وقال تعالى : * ( وأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ) * [ طه : 130 ] . وقال تعالى :
* ( بِالْعَشِيِّ والإِبْكارِ ) * [ غافر : 55 ] . وقال تعالى : * ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . من شَرِّ ما خَلَقَ . ومن شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ) * [ الفلق : 1 - 2 - 3 ] . أي من شر الليل إذا دخل . فليعد العبد ما ذكرناه في الورد الأول من الأدعية والتسبيح وليقل عند أذان المغرب : اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلاتك وشهود ملائكتك . صلّ على محمد وعلى آله وأعطه الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته . ثم ليقل :
رضيت باللَّه ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم نبيا ، ثلاثا . ففي هذا أثر وفضل . وكذلك فليقل مثله إذا سمع أذان الفجر إلا أنه يقول : عند إدبار ليلك وإقبال نهارك والنص بهذا في صلاة المغرب . وكان الحسن البصري يقول : كانوا أشد تعظيما للعشي منهم لأول النهار .
وقال بعض السلف : كانوا يجعلون أول النهار للدنيا وآخره للآخرة . فإذا توارت بالحجاب انقضت أوراد النهار السبعة . فانظر أيها المسكين ما ذا انقضى لك معها وما ذا انقضى منك عندها وما ذا قضى عليك فيها . فقد قطعت من عمرك مرحلة ونقصت من أيامك يوما .
فما ذا قطعت في سفرك بقطع مرحلتك وما ذا ازددت في غدك بما نقصت من يومك . قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : الناس غاديان : فغاد لنفسه فمعتقها أو راهن نفسه فموبقها . وقد قال الله عزّ وجلّ في تصديق قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : * ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) * [ الليل : 4 ] . وقال في معناه : * ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ . إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ ) * [ المدثر : 38 - 39 ] . وجاء في الخبر : لا بورك لي في يوم لا أزداد فيه خيرا . وجاء في الأثر : من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من أمسه فهو محروم . ثم دخلت أوراد الليل الخمس فتدارك الآن رحمك الله تعالى فيما يستقبل من الليل ما فات فيما مضى من النهار . فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : أن الله عزّ وجلّ يبغض كل جعظريّ جوّاظ أي سمين كثير الأكل سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة .

36

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست