responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 35


خلف من صاحبه ، ففيه درك ما فات ، وخلف ما سلف من الذكر والشكر . والذكر اسم جامع لأعمال القلوب كلها من مقامات اليقين ، ومشاهدة العلوم من الغيب ، والشكر أيضا يستعمل على جمل أعمال الجوارح من شرائع الإسلام ، وهذان جملة عمل العبد وكنه خدمته . وهذان المعنيان اللذان هما ذكرهما الكليم للجليل في قوله تعالى : * ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً . ونَذْكُرَكَ كَثِيراً ) * [ طه : 33 - 34 ] . انتظم التسبيح والذكر في جمل تصرف الجسم وتصرف القلب . وهذا الورد الخامس الذي هو ما بين العصرين من أطول الأوراد وأمتعها للعبادة وهو يضاهي الورد الثالث في الطول وهو أصيل النهار وأحد الآصال التي ذكر الله عزّ وجلّ فيه سجود كلّ شيء ، وقرنه بالغدوّ فقال : * ( ولِلَّهِ يَسْجُدُ من في السَّماواتِ والأَرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ والآصالِ ) * [ الرعد : 15 ] . فما أقبح أن تكون الأشياء الموات لربها ساجدات ذاكرات والمؤمن الحي عن ربه معرض ذو غفلات . ثم ليصلّ قبل صلاة العصر أربعا ويغتنم الصلاة بين الأذان والإقامة كما ذكرنا آنفا فإنها ساعة مرجوة فيها الإجابة فإذا دخل وقت العصر دخل العبد في الورد السادس من النهار وقد أقسم الله عزّ وجلّ به في قوله : * ( والْعَصْرِ ) * [ العصر : 1 ] . وهذا أحد المعنيين في الآية وهو أحد الوجهين من الوقت في الآصال الذي ذكره الله عزّ وجلّ ، وهو العشي الذي ذكر الله عزّ وجلّ التسبيح فيه والتنزيه والحمد له فقال : * ( وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ ) * [ الروم : 18 ] . وقال بالعشي والإشراق وليس في هذا الورد صلاة إلا ما كان بين الأذانين ثم ينتقل بعد العصر فيما شاء من ذكر أو فكر من أعمال القلوب والجوارح فيما فرض عليه أو ندب إليه . وأفضل ذلك تلاوة القرآن بتدبر وترتيل وتفهّم وحسن تأويل . فإذا اصفرّت الشمس ومات حرها وارتفعت إلى أطراف الجدر ورؤس الشجر فكانت مثلها حين تطلع دخل في الورد السابع من النهار . فهذا للتسبيح والذكر والتلاوة والاستغفار إلى غروب الشمس . ومن أفضل ما قيل في هذا الوقت وفي مثله من أول النهار أن يقال : أستغفر الله لذنبي وسبحان الله بحمد ربي . لجمعه بين الاستغفار والتسبيح في الكلام بلفظ الأمر بهما في القرآن لقوله تعالى :
* ( واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ والإِبْكارِ ) * [ غافر : 55 ] . وإن قال أستغفر الله الحي القيوم وأسأله التوبة سبحان الله العظيم وبحمده ، فقد جاء فضل ذلك في الأثر والأفضل الاستغفار على الأسماء كما في القرآن مثل أن يقول أستغفر الله إنّه كان غفّارا أستغفر الله إنّه كان توابا أستغفر الله إنّ الله غفور . أستغفر الله التّواب الرحيم رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين . فاغفر لنا وارحمنا . وأنت خير الغافرين . وهذا الورد في الفضل مثل الورد الأول من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . وهو المساء الذي ذكر الله تعالى التنزيه فيه فقال : * ( فَسُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ ) * [ الروم : 17 ] . أي سبحوا

35

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست