responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 330


أن الحلم لا يرفع العقوبة ولكن يؤخرها . ومن شأن الحليم أن لا يعجل بالعقوبة وقد يعاقب بعد حين .
وروينا في معنى قوله تعالى : * ( فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا به فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ) * [ الأنعام : 44 ] . أي الرخص والرغد : « حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً » قيل بعد ستين سنة . وفي الخبر : من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهمّ بطلب المعيشة . وفي لفظ آخر : لا يكفّرها إلا الهموم والأحزان والاهتمام بالمباحات من حاجات الدنيا للفقراء كفارات وهو على ما يفوت من قربات الآخرة للمؤمنين درجات وهو على محب الدنيا والجمع منها والحرص عقوبات . وقال بعض السلف : كفى به ذنبا لا يستغفر منه حبّ الدنيا وقال آخر : لو لم يكن للعبد من الذنوب إلا أنه يقيم بمصائب الدنيا بما لا يقيم بما لا يفوته فيها من نصيب الآخرة والتزوّد لها .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها : إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له من الأعمال ما يكفّرها أدخل الله عزّ وجلّ عليه الغموم والهموم فتكون كفّارة لذنوبه ويقال : إن الهمّ الذي يعرض للقلب في وقت لا يعرف العبد سبب ذلك فهو كفّارات الهم بالخطايا ويقال :
هو حزن العقل عند تذكره الوقوف والمحاسبة لأجل جنايات الجسد فيلزم العقل ذلك الهمّ فيظهر على العبد منه كأنه لا يعرف سبب غمه . ومن أخبار يعقوب عليه السلام : إن الله تعالى أوحى إليه : لو لا ما سبق لك في علمي من عنايتي بك لجعلت نفسي عندك أبخل الباخلين لكثرة تردادك إليّ بطول سؤالك لي وتأخيري إجابتك ولكن من عنايتي بك أن جعلت نفسي في قلبك إني أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين . وقد سبق لك عندي منزلة لم تكن تنالها بشيء من علمك إلا بحزنك على يوسف فأردت أن أبلغك تلك المنزلة .
وكذلك ما روينا أن جبريل عليه السلام لما دخل على يوسف عليه السلام في السجن قال له : كيف تركت الشيخ الكئيب ؟ قال : قد حزن عليك حزن مائة ثكلى ، قال : فما ذا له عند الله تعالى ؟ قال : أجر مائة شهيد . وفي خبر رويناه عن السلف : ما من عبد يعصى إلا استأذن مكانه من الأرض أن يخسف به واستأذن سقفه من السماء أن يسقط عليه كسفا فيقول الله عزّ وجلّ للأرض والسماء كفًّا عن عبدي وأمهلاه فإنكما لم تخلقاه ولو خلقتماه لرحمتماه لعله يتوب إليّ فأغفر له لعله يستبدل صالحا فأبدله حسنات فذلك معنى قوله تعالى : * ( إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ والأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) * [ فاطر : 41 ] أي من معاصي العباد :
* ( ولَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما من أَحَدٍ من بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً ) * [ فاطر : 41 ] أي عن معاصيهم : « غَفُوراً » لمساوئهم وقيل ي تفسير ذلك : إن الله عزّ وجلّ إذا نظر إلى معاصي العباد غضب

330

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست