responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 269


النور فيتكلم عليهم في هذا العلم من علم اليقين والقدرة في خواطر القلوب وفساد الأعمال ووسواس النفوس وربما قنع بعد أصحاب الحديث رأسه فاختفى من ورائهم ليسمع ذلك فإذا رآه الحسن . قال له : يا لكع وأنت ما تصنع هاهنا ؟ إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر والحسن رحمه الله هو إمامنا في هذا العلم الذي نتكلم به أثره نقفو وسبيله نتبع ومن مشكاته نستضيء أخذنا ذلك بإذن الله تعالى إماما عن إمام إلى أن ينتهي ذلك إليه . وكان من خيار التابعين بإحسان قيل : ما زال يعي الحكمة أربعين سنة حتى نطق بها وقد لقي سبعين بدريا ورأى ثلاثمائة صحابي وولد لليلتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين من التأريخ ولد بالمدينة وكانت أمه مولاة لأم سلمة زوج النبي صلَّى الله عليه وسلم ويقال إنها ألقمته ثديها تعلله حين بكى فدرّ ثديها عليه وكان كلامه يشبه بكلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ورأى عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب ومن بقي في وقته من العشرة ثم رأى من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم من عهد عثمان ومن سنة نيف وعشرين من الهجرة إلى سنة نيف وتسعين .
ومن آخر من مات من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالبصرة أنس بن مالك وبالمدينة سهل بن سعد الساعدي ومكة أبو الطفيل وباليمن أبيض بن جمال المازني وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفى وبالشام أبو قرصافة وبخراسان بريدة الأسلمي ودخلت سنة مائة من التأريخ ولم يبق على وجه الأرض عين تطرف رأت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في جميع أطراف الأرض ثم توفي الحسن في سنة عشر ومائة وكان أبو قتادة العدوي يقول : عليكم بهذا الشيخ فو الله ما رأينا أحدا لم يصحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أشبه بأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم منه وكانوا يقولون كنا نشبهه بهدى إبراهيم الخليل صلَّى الله عليه وسلم في حلمه وخشوعه ووقاره وسكينته فكان على شمائله ونذرت امرأة بالبصرة نذرا إن فعل الله تعالى ذلك بها أن تنسج ثوبا من غزلها وصفته وتكسوه خير أهل البصرة فرأت تمام نذرها فوفت بما نذرت ثم سألت : من خير أهل البصرة ؟ فقالوا : الحسن . وكان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم وفتق الألسنة به ونطق بمعانيه وأظهر أنواره وكشف به قناعة وكان يتكلم فيه بكلام لم يسمعوه من أحد من إخوانه فقيل له : يا أبا سعيد إنك تتكلم في هذا العلم بكلام لم نسمعه من أحد غيرك . فممّن أخذت هذا ؟ فقال : من حذيفة بن اليمان قيل : وقالوا الحذيفة بن اليمان نراك تتكلم في هذا العلم بكلام لا نسمعه من أحد من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فمن أين أخذته فقال خصّني به رسول الله صلَّى الله عليه وسلم . كان الناس يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه وعلمت أن الخير لا يسبقني وقال مرة فعلمت أن من لا يعرف الشر لا يعرف الخير .

269

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست