responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 244


يصونون شرفهم أن يدنسوه بالخيانة . وكان الحسن يتكلم في بعض علماء البصرة ويذمهم وكان أبو حازم وربيعة المدنيان يذمان علماء بني مروان . وقد كان الثوري وابن المبارك وأيوب وابن عون يتكلمون في بعض علماء الدنيا من أهل الكوفة . وكان الفضيل وإبراهيم ابن أدهم ويوسف بن أسباط يتكلمون في بعض علماء الدنيا من أهل مكة والشام كرهنا تسمية المتكلم فيهم لأن السكوت أقرب إلى السلامة . وكان بشر يقول : حدثنا باب من أبواب الدنيا فإذا سمعت الرجل يقول : حدثنا فإنما يقول : أوسعوا لي . وقد كان سفيان الثوري إمامه من قبله يقول لأهل علم الظاهر : طلب هذا ليس من زاد الآخرة . وقال ابن وهب ذكر طلب العلم عند مالك . فقال : إن طلب العلم لحسن ، وإن نشره لحسن إذا صحت فيه النية ولكن انظر ما ذا يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي ومن حين تمسي إلى حين تصبح فلا تؤثرن عليه شيئا .
وقال أبو سليمان الداراني : إذا طلب الرجل الحديث أو تزوّج أو سافر في طلب المعاش فقد ركن إلى الدنيا . وأما علم الإيمان والتوحيد وعلم المعرفة واليقين فهو مع كل مؤمن موقن حسن الإسلام وهو مقامه من الله وحاله بين يدي الله ونصيبه منه في درجات الجنة . به يكون من المقربين عنده والعلم باللَّه تعالى والإيمان به قرينان لا يفترقان . فالعلم باللَّه تعالى هو ميزان الإيمان به يستبين المزيد من النقصان لأن العلم ظاهر الإيمان يكشفه ويظهره والإيمان باطن العلم يهيجه ويشعله ، فالإيمان مدد العلم وبصره والعلم قوّة الإيمان ولسانه وضعف الإيمان وقوّته ومزيده ونقصه بمزيد العلم باللَّه عزّ وجلّ ونقصه وقوّته وضعفه . وفي وصية لقمان الحكيم لابنه : يا بني كما لا يصلح الزرع إلا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل ومثل المشاهدة من المعرفة من اليقين من الإيمان كمثل النشاء من الدقيق من السويق من الحنطة ، والحنطة تجمع ذلك كله كذلك الإيمان أصل ذلك والمشاهدة أعلى فروعه كالحنطة أصل هذه المعاني والنشاء أعلى فروعها فهذه المقامات موجودة في أنوار الإيمان يمدها علم اليقين . ثم إن المعرفة على مقامين : معرفة سمع ومعرفة عيان ، فمعرفة السمع في الإسلام وهو أنهم سمعوا به فعرفوه ، وهذا هو التصديق من الإيمان ومعرفة العيان في المشاهدة وهو عين اليقين والمشاهدة أيضا على مقامين : مشاهدة الاستدلال ومشاهدة الدليل عنها . فمشاهدة الاستدلال قبل المعرفة وهذه معرفة الخبر وهو في السمع لسانها القول والواجد بها واجد يعلم علم اليقين من قوله تعالى : * ( سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ . إِنِّي وَجَدْتُ ) * [ النمل : 22 - 23 ] . فهذا العلم قبل الوجد وهو علم السمع وقد يكون سببه التعليم ومنه قوله صلَّى الله عليه وسلم : تعلموا اليقين أي جالسوا الموقنين

244

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست