responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 163


كلام الملائكة فاستوحش بذلك فقال : يا رب مالي لا أسمع كلام الملائكة ؟ فقال :
خطيئتك يا آدم . فإذا لم يسمع العبد كلام الملائكة لم يفهم كلام الملك . وإذا لم يسمع الكلام لم يستجب للمتكلم إنما يستجيب الذين يسمعون . وقال الحسن : إن بين العبد وبين الله عزّ وجلّ حدا محدودا من الذنوب فإذا بلغه العبد طبع على قلبه فلم يوفقه للخير أبدا فبادر أيها المجاوز للحدود بالتوبة والرجوع قبل أن تبلغ الحد فتلقى عيا وجهدا . وفي حديث ابن عمر الطابع معلَّق بقائم عرش الرحمن فإذا انتهكت المحارم بعث الله عزّ وجلّ بالطابع على القلوب فأعماها وهذا هو القفل الذي قال الله عزّ وجلّ : * ( أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ) * واعلم أن القسوة التي يهدد الله عزّ وجلّ عليها بالويل المتولدة من طول الغفلة في قوله عزّ وجلّ : * ( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ من ذِكْرِ الله ) * [ الزمر : 22 ] وقد قرنها الله عزّ وجل بالنفاق وأخبر أنه يجعل إلقاء الشيطان فتنة لأهل النفاق والقسوة . فإلقاء الشيطان يكثر عند قلة إلهام الملك كما ذكرنا آنفا ينتظم ذلك قوله عزّ وجلّ : * ( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ ) * [ الحج : 53 ] أي وللقاسية قلوبهم أيضا . والقسوة ثمرة البعد والبعد عقوبة الخيانة والله لا يحب الخائنين ، فذلك من تدبر الخطاب من قوله : * ( فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ ) * [ المائدة : 13 ] أي فبنقضهم الميثاق وما صلة في الكلام فهذا هو الخيانة ، « لَعَنَّاهُمْ » أي أبعدناهم : « وجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً » بترادف الذنوب بعد القسوة من الكذب والنسيان وكثرة الاطلاع على الخيانة منهم والبهتان فأصيبوا بالذنوب فوقع الطابع على القلوب فصمت عن سمع كلام المحبوب . كما قال :
* ( أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ونَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ ) * [ الأعراف : 100 ] . فجلاء هذا الطابع التقوى فهو مفتاح السمع كما قال : اتقوا الله واسمعوا والله تعالى الموفق .

163

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست