responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 155


يصبح صائما ثم يفطر ويصبح مفطرا ثم يصوم وفي الخبر الآخر : كان يدخل من الضحى فيقول : هل عندكم من شيء ؟ فإن قدم إليه شيء أكل وإلا قال إني صائم وخرج يوما فقال إني صائم ثم دخل . فقلنا : يا رسول الله أهدي لنا حيس فقال : أما إني كنت أردت الصوم ولكن قريبه وكان ورده صلَّى الله عليه وسلم حكم ما ورد عليه فعن هذا المعدن يكون تصريف العارفين ومن هذا المعنى تكون مشاهدة الموقنين ليسوا مع الله بإيراد توقيت ولا يقطع على تحديد كما قيل لبعضهم بأي شيء عرفت الله عزّ وجلّ ؟ فقال : بفسخ العزائم وحلّ العقد ولكن الأوراد طريق العمال والوظف أحوال العباد منها دخلوا وفيها يرفعون إلى أن يشهدوا الواحد فتكون الأوراد كلها وردا واحدا ويكونون بشهادتهم قائمين . قال بعض العلماء من السلف الإيمان ثلاثمائة خلق وثلاثة عشر على أعداد الأنبياء المرسلين كل مؤمن على خلق منها هو طريقه إلى الله عزّ وجلّ ووجهته من الله عزّ وجلّ ونصيبه وفي كل طريقه من المؤمنين طبقة وبعضهم أعلى مقاما من بعض . وقال عالم آخر الطرق إلى الله عزّ وجلّ بعدد المؤمنين . وقال بعض العارفين : الطرق إلى الله بعدد الخليقة يعني أن للشهيد بكل خلق طريقا فقد صارت المكوّنات للمكوّن طرقات .
وروينا في الخبر : الإيمان ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون طريقة من لقي الله عزّ وجلّ بالشهادة على طريقة منها دخل الجنة . ومن هذا قوله عزّ وجلّ : * ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلًا ) * [ الإسراء : 84 ] . فدل أنهم كلهم مهتدون وبعضهم أهدى من بعض بمعنى أنه أقرب إلى الله عزّ وجلّ وأفضل . وقد ندب إلى القرب في الأمر بطلبه وأخبر عن المقربين بالمنافسة في طلب القرب . فقال : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) * [ المائدة : 35 ] يعني القرب . وقال تعالى فيما أخبر :
* ( أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) * [ الاسراء : 57 ] فأقرب الخلق من الله عزّ وجلّ أعلاهم عند الله عزّ وجلّ وأعلاهم عنده أعرفهم به وأفضلهم لديه وروينا في التفسير : * ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) * [ الإسراء : 84 ] . قال : على وحدانيته ، يعني بذلك على توحيده الذي يوحد الله عزّ وجلّ به ويعرفه منه ، والشاكلة الطريقة والخلق قد شاكله وقد شكل فيه ومن ذلك قول علي رضي الله عنه : لكل مؤمن سيد من عمله فهذا السيد من العمل هو الذي يرجو به المؤمن النجاة ويفضل به عند مولاه . وقال بعض العلماء : كان عباد الكوفة أربعة ، أحدهم صاحب ليل ولم يكن صاحب نهار ، والآخر صاحب نهار ولم يكن صاحب ليل ، وبعضهم صاحب سر ولم يكن صاحب علانية ، والآخر صاحب علانية ولم يكن صاحب سر . وقد كان بعضهم يفضل عبادة النهار

155

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست