responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 195


بعضا يزورون ذا الجلال والإكرام فينادون هؤلاء : يا إخواننا ما أنصفتمونا ، كنا نصلَّي كما تصلون ونصوم كما تصومون فما هذا الذي فضلتم به علينا ؟ قال : فإذا النداء من الله عزّ وجلّ إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويعطشون حين تروون ويعرون حين تكتسون ويبكون حين تضحكون ويقومون حين تنامون ويخافون حين تأمنون فلذلك فضلوا عليكم اليوم . فذلك قوله تعالى : * ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) * [ السجدة : 17 ] . وقد جاء في الخبر : أكثر أهل الجنة البله وعليون لذوي الألباب .
ذكر المقام الخامس من مراقبة الموقنين من المقربين قال الله تعالى مخوفا للكافة : * ( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ : رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) * ثم أجابه فقال : « كَلَّا » وحقق قوله تعالى فقال : * ( إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) * [ المؤمنون : 100 ] ثم نهى المؤمنين نهيا صريحا عن مثل هذه الحال وأخبر بنقصان من فعل ذلك فقال : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ ولا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله ) * [ المنافقون : 9 ] أي لا تشغلكم عن الطاعة الله تعالى ثم قال : * ( ومن يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) * [ المنافقون : 17 ] أي المغبونون المنقوصون في الآخرة لأنهم آثروا المال والولد على الخالق الرازق ثم أمر بالإنفاق مما رزق وقرنه بالإيمان وأخبر أنه استخلفنا في ملكه اختبارا لنا فقال : * ( آمِنُوا بِالله ورَسُولِهِ وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) * [ الحديد : 7 ] فيه فسمع الغافلون نصف الكلام فآمنوا ولم ينفقوا وعقل العاملون كل الكلام فآمنوا وأنفقوا وما يعقلها إلا العالمون . وقال سبحانه : * ( وأَنْفِقُوا من ما رَزَقْناكُمْ من قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وأَكُنْ من الصَّالِحِينَ ) * [ المنافقون : 10 ] أي بالأعمال وكان ابن عباس يقول : هذه الآية من أشد شيء على أهل التوحيد لأنه لا يتمنّى التأخير والرجوع إلى الدنيا أحد له عند الله خير في الآخرة . ومثل هذا قوله سبحانه : * ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ الله ) * [ الزمر : 56 ] الحسرة هي أعظم الندامة وهي اسم لفوت شيء لا تدارك فيه فرطت أي ضيعت وونيت وفرط مني أي ذهب وفات وجنب الله قيل : على ما فاتني من الجزاء منه في الآخرة وقيل :
ما فات من النصيب في أيام الدنيا إلى قوله أو تقول حين ترى العذاب : * ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً ) * [ الزمر : 58 ] يعني إلى الدنيا عودة أخرى : * ( فَأَكُونَ من الْمُحْسِنِينَ ) * [ الزمر : 58 ] ، وقوله أن تقول نفس من الكلام المضمر المعطوف ومضمره من قبل أن تقول أو خشية أن تقول ومعطوفه هو قوله : * ( وأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وأَسْلِمُوا لَهُ ) * [ الزمر : 54 ] ، أي أقبلوا إليه وتوبوا

195

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست