responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 189


فجعلت على نفسي أني لا أناظر أحدا منهم بعد ذلك في شيء من هذا الباب . وقد حدثونا عن بعض العابدين قال : صليت من السحر ركعتين ثم غفوت بعدهما فرأيت قصرا عاليا ذا شرف بيض كأنها الكواكب فاستحسنته فقلت لمن هذا القصر ؟ قيل لي : هذا ثواب هاتين الركعتين ففرحت فجعلت أطوف حوله فرأيت شرافة من ركنه قد وقعت فشأنه ذلك فاغتممت وقلت : لو كانت هذه الشرافة في أعلاه في هذا الموضع لتم حسن هذا القصر فإن ثلمها قد شانه فقال لي غلام هناك : قد كانت هذه الشرافة في مكانها من القصر إلا أنك التفتّ في صلاتك فسقطت . وحدثونا عن بعض الزهاد أنه كوشف مقامه من الجنة فرأى الحور العين وقلن نحن أزواجك . فلما خرجت تعلقت بي الحور وقلن : ننشدك الله إلا ما حسنت أعمالك فإنك كلما حسنتها ازددنا لك حسنا وازددت بنا نعيما . وحدثونا عن رابعة العدوية رحمها الله تعالى قالت : سبحت ذات ليلة تسبيحات من السحر ثم نمت فرأيت شجرة خضرة نضرة لا توصف عظما وحسنا وإذا عليها ثلاثة أنواع من الثمر لا أعرفه من ثمار الدنيا كثدي الأبكار ثمرة بيضاء وثمرة حمراء وثمرة صفراء ، فهن يلمعن كالأقمار والشموس في خلال خضرة الشجر قالت : فاستحسنتها فقلت : لمن هذه ؟ فقال لي قائل : هذه لك بتسبيحاتك آنفا . قالت : فجعلت أطوف حولها فإذا تحتها ثمرة منتشرة على الأرض في لون الذهب فقلت : لو كانت هذه الثمرة مع هذه الثمار على هذه الشجرة لكان أحسن فقال لي الشخص : كانت هناك إلا أنك حين سبحت تفكرت هل اختمر العجين أم لا فانتثرت هذه الثمرة فهذه عبرة لأولي الأبصار ومواعظ لأهل التقوى والأذكار .
ذكر المقام الثالث من المراقبة .
روي أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو لقيت الله تعالى بعمل سبعين نبيا لخشيت أنك لا تنجو من هول ذلك اليوم . وقال بعض السلف : لو أن العبد كان يجر على وجهه من أول الدنيا إلى قيام الساعة في طاعة الله وعبادته لاحتقره يوم القيامة لما يرى من الزلازل والأهوال . وفي الحديث : معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وإن ألم شعرة من الموت لو وضع على جميع الخلائق لماتوا وإن بين الخلائق وبين الموت وبين دخول الجنة مائة ألف هول كل هول منها يزيد على ألم الموت مائة ألف ضعف لا ينجو العبد من كل هول منها إلا برحمة فيحتاج العبد إلى مائة ألف رحمة تنجيه من تلك الأهوال يكون ذلك العدد من الرحمة مقسوما على مائة ألف حسنة أعطيها من حسناته في الدنيا التي أحسن بها إليه يكون مكانا لظهور الرحمة وطريقا لعطائها غدا حكمة من الحكيم وقسما مدبرا من الرحيم لأن الصالحات طرق الجزاء والحسنات كلها

189

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست