responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 190


عن الرحمة الواحدة التي سبقت له بها النجاة ثم سقطت في طرقات الأعمال أماكن الثواب فيعطى ذلك هاهنا اليوم وهو العطاء الأول يحسن توفيقه ولطف عنايته ويعطى الجزاء هناك غدا بفضل رحمته وتمام نعمته ذلك تقدير العزيز العليم كما قال تعالى : * ( هَلْ جَزاءُ الإِحْسانِ إِلَّا الإِحْسانُ ) * [ الرحمن : 60 ] قيل في الخبر : ما جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة . وقال بعض العلماء : وليس لقول لا إله إلا الله جزاء إلا النظر لوجه الله تعالى والجنة جزاء الأعمال ألم تر أنه لو حرم التوحيد اليوم لحرم الجنة ولو منع الإسلام اليوم لم يغفر الله له أبدا كما قال عزّ وجلّ : * ( إِنَّهُ من يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) * [ المائدة : 72 ] وقال : * ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله ثُمَّ ماتُوا وهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ ) * [ محمد : 34 ] فهذا مما لا حيلة فيه ولا سبيل إليه . وقد قال : * ( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) * [ المدثر : 56 ] قيل : هو أهل أن يعطى التقوى ومن أعطاه التقوى فهو أهل أن يعطيه المغفرة كقوله تعالى : * ( وأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وكانُوا أَحَقَّ بِها وأَهْلَها ) * [ الفتح : 26 ] وقال : * ( واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) * [ الحجرات : 10 ] وقال :
* ( إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ من الْمُحْسِنِينَ ) * [ الأعراف : 56 ] وقال سبحانه تماما على الذي أحسن وقال تعالى : * ( وسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) * [ البقرة : 58 . ] إلى قوله ما على المحسنين من سبيل . وقال تعالى : * ( ومن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) * [ الشورى : 23 ] . فمن كانت أعماله الحسنات فهو من المحسنين ومن كانت أعماله سيئة فهو من المسيئين فاشتقاق الحسنة من الحسن وجزاؤها الحسني وهي الجنة واشتقاق السيئة من السوء وجزاؤها السوأى وهي النار وقد سبق خلقهما قبل خلق الخلائق وفرغ من نصيب العباد من الجنة والنار وسئل رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال : أن تعبد الله كأنك تراه . فهذا أول المراقبة لأنها عن غير المشاهدة ترى الرقيب ثم تراقب . وقد خص الله تعالى بالطيّبات من الأعمال الطيّبين من العمال وابتلى بالخبيثات من الأعمال الخبيثين من العمال وفرغ من ذلك بعلمه وقدره بحكمه وأخفاه بلطفه فقال تعالى : * ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ ) * [ النور : 26 ] قيل الخبيثات من الأفعال والأقوال للخبيثين من الرجال . وقال : * ( الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) * [ النور : 26 ] وقيل : الطيّبات من الأعمال والمقال للطيّبين من الرجال . ثم أخبر بحسن خاتمة أوليائه وسوء خاتمة أعدائه فقال تعالى : * ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) * [ النحل : 32 ] . قيل : طابت حياتهم فطابت وفاتهم وطابت أعمالهم فطاب الموت لهم . وقال في وصف الظالمين : * ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) * [ النحل : 28 ] قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في

190

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست