responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 186


بعد المعرفة ثم هو بعد ذلك في المشيئة وإن في كل عبد خصلة كريهة يخاف عليه منها وكان عبد الواحد بن زيد يقول : ما صح خوف خائف قط ظن أنه لا يدخل النار وما صدق خوف من ظن أنه يدخل النار فظن أنه يخرج منها أي أن حقيقة الخوف خشية دخول النار ثم الخلود فيها . وقد روينا مثل ذلك عن الحسن وقد ذكر له الرجل الذي يخرج من النار بعد ألف عام فبكى ثم قال : يا ليتني مثل ذلك الرجل . وروي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : من قال إني في الجنة فهو في النار ومن قال : إني عالم فهو جاهل . وروي عنه صلَّى الله عليه وسلم : من أراد أن يعلم كيف منزلته من الله تعالى فلينظر كيف منزلة الله في قلبه . فإن الله ينزل العبد منه بحسب ما أنزله من نفسه .
ذكر المقام الثاني من المراقبة .
ثم يعلم العبد يقينا أن لكل عمل صالح نعيما في الجنة وروحا في البرزخ ولك عمل حسن ومعرفة خالصة مقاما في الجنة . وقد قسم جزء هناك لعطاء معاملة هاهنا وأن لكل عمل سئ وجهل قبيح عذابا في الآخرة وكربا في البرزخ ومقاما من النار قد قسم جزء هناك لعمل هاهنا ثم قد أخفى الله ذلك الجزء من الخير والشر وأظهر أعمالهما للحكمين وأبان لهما طريقين يجريان إلى دارين بن حكمة منه ثم قدم المعاملات من المعنيين وأخر المثوبات من النوعين إحكاما منه للأفعال واستسعاء للعبد بالأعمال ابتلاء منه لتجزي كل نفس بما تسعى منة منه ورحمة وقدرة منه ومحبة لا يسئل عما يفعل لأنه ملك قهار عزيز جبار وهم يسئلون لأنهم عبيد مقهورون وذلل مجبورون ولا تضرب لهم الأمثال لأنه قد جاوز الاحتجاج والاعتدال ولا يسوى بالعبيد لأنه قد فات التقدير والتحديد فله الحجة والقدرة النافذة في كل شيء ليس كمثله شيء في جميع ذلك كله . وقد أحكم الله تعالى ما ذكرناه في توحيد نفسه بالمشيئة والأفعال ونهيه عن الشرك به وضرب الأمثال وعجب ممن يسوي بينه وبين خلقه في الأحكام وجعل ذلك جحود النعمة وشركا في ملكه وأخبر به عن المشركين وإضلالهم أتباعهم بعد ضلالهم المبين وإضلالهم بتسويتهم بينه وبين عباده في الأحكام في قوله تعالى : * ( قالُوا وهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ . تَالله إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ . وما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ) * [ الشعراء :
96 ، 97 ، 98 ، 99 ] . قيل : أنزلت في القدرية لأنهم أضافوا الحول والقوَّة في الشر إلى الخلق فسوّوا بينهم وبين الخالق . وقد قال الله تعالى : * ( والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ ) * [ الصافات : 96 ] فأضاف الأعمال إلى أنه خلقها كخلقه إياهم فهم المجرمون الذين أنزلت فيهم هذه الآية التي ذكر فيها القدرية فوصفوا بإنكارهم في قوله تعالى : * ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ

186

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست