responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 187


في ضَلالٍ وسُعُرٍ ) * * ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) * * ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) * [ القمر : 47 ، 48 ، 49 ] هم المجرمون الذين أضلوا أتباعهم وهم الغاوون الذين كبكبوا في النار مع أشياعهم وقد أحكم الله تعالى تفضيل ما ذكرناه آنفا في خمس آيات محكمات تنظم جمل معاني ما ذكرناه تركنا شرح ذلك وبسطه خشية الإطالة لأنا لم نقصد الاحتجاج في الاستدلال من ذلك قوله تعالى : * ( والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ في الرِّزْقِ ) * [ النحل : 71 ] يعني : فضل الموالي على العبيد فما الذين فضلوا يعني الموالي برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أ فبنعمة الله يجحدون .
والآية الثانية قوله تعالى : * ( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا من أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ من ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من شُرَكاءَ في ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ ) * [ الروم : 28 ] أي : فكذلك أنا لا شريك لي من عبيدي فلا تجعلوا لي ما لم أجعل أحد لا خلقي ولا عبيدي عليكم إذ لم أسوَّ بينكم وبين عبيدكم فلا تشركوا عبيدي في حكمي ، والثالثة قوله تعالى : * ( ضَرَبَ الله مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) * [ النحل : 75 ] يعني : الإنفاق . ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه فجعلهما على وصفين أحدهما بخيل لم يقدره على الإنفاق ثم ذم بالبخل والعجز وهو الذي أعجزه ومنعه وجعل الآخر جوادا إذا قدره وأعطاه الإنفاق ثم مدحه بالجود . وقال في الآية الرابعة : * ( وضَرَبَ الله مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) * [ النحل : 76 ] هو الحكمة والعلم ثم قال : * ( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ ومن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) * [ النحل : 76 ] فجعل له عبدين : أحدهما سفيه جاهل أبكم عن الحكمة ولم يقدره على علم ولم يعطه استقامة ثم ذمه بوصفه ومقته لمنعه وجعل الآخر آمرا بالعدل عن أمره مستقيما على صراطه المستقيم الذي هو عليه وهو أقامه كما قال : * ( هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) * فهل يسلك أحد طريقه إلا به وهل يجوز عبد على سبيله إلا بحوله ثم مدحه بإعطائه إياه ووصفه بوصفه ثم علم سبحانه أن للعقل في هذا تشبيها وتمثيلا بخلقه وتجويزا وتظليما من خالقه على قياس العقول ، إن من فعل بعبدين له مثل هذا ثم مدح أحدهما وهو أعطاه وأقدره وذم الآخر وهو الذي منعه وأعجزه أنه قد ظلمه فحسم ذلك عزّ وجلّ بنهيه وأحكم النهي عن التمثيل به في الآية الخامسة الفاصلة القاضية التي نهانا فيها أن نضرب له بنا الأمثال مثل ما أجرى علينا من الأفعال . فقال سبحانه وتعالى : * ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثالَ إِنَّ الله يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) * [ النحل : 74 ] فوكد ذلك بتحقيق علمه وغاية جهلنا ثم أيد هذا بقوله سبحانه : * ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْئَلُونَ ) * فسلم الراسخون في العلم الأحكام كلها للحاكم فسلموا من عذابه وآمن المؤمنون بجميع الأقدار

187

نام کتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد نویسنده : أبي طالب المكي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست