نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 68
لأقرَّ أنَّ ما ترنَّم به مريضٌ . فإذا أجادته وأعطته المهرة وزادته قال : عليك بالثقيل الثاني ما بين مثالثك والمثاني فتأتي به على قريٍّ لو سمعه عبد الله بن جعفر لقرن أغانيَّ بديحٍ إلى هدير ذي المشفر . فإذا رأى ذلك قال : سبحان الله ! كل ما كشفت القدرة بدت لها عجائب لا تثبت لها النجائب فصيري إلى خفيف الثقيل الثاني فإنّك لمجيدةٌ محسنة تطرد بغنائك السّنة . فإذا فعلت ما أمر به أتت بالبرحين وقالت للأنفس : ألا تمرحين ثمَّ يقترح عليها : الرَّمل وخفيفه وأخاه الهزج وذفيفة وهذه الألحان الثمانية للأذن تمنيها المانية . فإذا تيقّن لها حذافةً وعرف منها بالعود لباقةً هلَّل وكبَّر وأطال حمد ربَّه واعتبر . وقالك ويحك ! ألم تكوني السّاعة إوزَّةً طائرة والله خلقك مهديَّة لا حائرة فمن أين لك هذا العلم كأنّك لجذل النفس خلم لو نشأت بين معبدٍ وابن سريج لما هجت السامع بهذا الهيج فكيف نفضت بله إوزّ وهززت إلى الطَّرب أشدَّ الهزَّ فتقول : وما الذي رأيت من قدرة بارئك إنّك على سيف بحرٍ لا يدرك له عبرٌ سبحان من يحيي العظام وهي رميم . فبينا هم كذلك إذ مرَّ شابٌ في يده محجن ياقوت ملكه بالحكم الموقوت فيسلّم عليهم فيقولون : من أنت فيقول :
68
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 68