responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 62


ثمَّ استمرَّ بك القول حتى أنكره عليك خاصَّةٌ وعامَّةٌ فيقول النابغة بذكاءٍ وفهم : لقد ظلمني من عاب عليَّ ولو أنصف لعلم أنَّني احترزت أشد احترازٍ . وذلك أنَّ النعمان كان مستهتراً بتلك المرأة فأمرني أن أذكرها في شعري فأردت ذلك في خلدي فقلت : إن وصفتها وصفاً مطلقاً جاز أن يكون بغيرها معلَّقاً . وخشيت أن أذكر اسمها في النَّظم فلا يكون ذلك موافقاً للملك لأنَّ الملوك يأنفون من تسمية نسائهم فرأيت أن أسند الصَّفة إليه فأقول : زعم الهمام إذ كنت لو تركت ذكره لظنَّ السَّامع أن صفتي على المشاهدة والأبيات التي جاءت بعد داخلةٌ في وصف الهمام فمن تأمَّل المعنى وجده غير مختلٍّ . وكيف ينشدون :
* وإذا نظرت فرأيت أقمر مشرقاً * وما بعده فيقول أرغم الله أنف شانئه : ننشد : وإذا نظرت وإذا لمست وإذا طعنت وإذا نزعت على الخطاب . فيقول النابغة : قد يسوغ هذا ولكنَّ الأجود أن تجعلوه إخباراً عن المكلّم لأنّ قولي : زعم الهمام يؤدّي معنى قولنا : قال الهمام فهذا أسلم إذ كان الملك إنما يحكي عن نفسه . وإذا جعلتموه على الخطاب قبح : إن نسبتموه إليَّ فهو منديةٌ وإن نسبتموه إلى النّعمان فهو إزراءٌ وتنقُّض . فيقول : أيدَّ الله الفضل بزيادة مدتّه : الله درُّك يا كوكب بني مرّة . ولقد صحف عليك أهل

62

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست