نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 32
ويعارض تلك المدامة أنهارٌ من عسلٍ مصفَّى ما كسبته النحل الغادية إلى الأنوار ولا هو في مومٍ متوارٍ ولكن قال له العزيز القادر : كن فكان وبكرمه أعطي الإمكان . واهاً لذلك عسلاً لم يكن بالنار مبسلا لو جعله الشارب المحرور غذاءه طول الأبد ما قدر له عارض موم ولا لبس ثوب المحموم وذلك كلُّه بدليل قوله : مثل الجنة التي وعد المتُّقون فيها أنهار من ماءٍ غير آسنٍ وانهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه وأنهارٌ من خمرٍ لذّةٍ للشّاربين وأنهارٌ من عسلٍ مصفًّى ولهم فيها من كلّ الثّمرات فليت شعري عن النَّمر بن تولبٍ العكليّ هل يقدر له أن يذوق ذلك الأري فيعلم أن شهد الفانية إذا قيس غليه وجد يشاكه الشَّري وهو لمَّا وصف أمّ حصٍن وما رزقته في الدَّعة والأمن ذكر حوّاري بسمن وعسلٍ مصفًّى فرحمه الخالق متوفّىً فقد كان أسلم وروي حديثاً منفرداً وحسبنا به للكلم مسردّاً . قال المسكين النمر : ألمّ بصحبتي وهم هجوعٌ * خيالٌ طارقٌ من أمّ حصن لها ما تشتهي : عسلا مصفى * إذا شاءت ، وحواري بسمن
32
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 32