نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 282
ذكرتك والحجيج له عجيجٌ * بمكة والقلوب لها وجيب فقلت ونحن في بلدٍ حرامٍ * به لله أخلصت القلوب أتوب إليك يا ربّاه ممّا * جنيت فقد تظاهرت الذّنوب فأمّا من هوى ليلى وحبِّي * زيارتها فإنِّي لا أتوب فيقول : أليس قال البصريون إنَّ هاء النُّدبة لا تثبت في الوصل والهاء في قوله : يا ربَّاه مثل تلك الهاء ليس بينهما فرقٌ ولكن يجوز أن يكون مغزاهم في ذلك المنثور من الكلام إذ كان المنظوم يحتمل أشياء لا يحتملها سواه . ولعلّه قد ذكر هذه الأبيات في الطَّواف : أطوِّف بالبيت فيمن يطوِّف * وأرفع من مئزري المسبل وأسجد باللّيل حتى الصّباح * وأتلو من المحكم المنزل عسى فارج الكرب عن يوسفٍ * يسخِّر لي ربَّة المحمل فقال : ما أيسر لفظ هذه الأبيات لولا أنّه حذف أن من خبر عسى ! فسبحان الله لا تعدم الحسناء ذاماً وأيُّ الرّجال المهذَّب . وذكر عند النَّفر وتفرُّق الناس هذين البيتين : ودّعي القلب يا قريب وجودي * لمحبٍّ فراقه قد أحمّا ليس بين الحياة والموت إلاَّ * أن يرّدوا جمالهم فتزمّا وقول قيس بن الخطيم : ديار التي كادت ونحن على منى * تحلُّ بنا لولا نجاء الرّكائب ولم أرها إلاَّ ثلاثاً على منى * وعهدي بها عذراء ذات ذوائب تبدّت لنا كالشّمس تحت غمامةٍ * بدا حاجب منها وضنَّت بحاجب وميّز بين هذين الوجهين في قوله : تحلُّ بنا لأنَّه يحتمل أن يكون : تحلّ فينا وقد يجوز أن يريد : تحلنا كما يقال : انزل بنا
282
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 282