responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 274


كأبي عثمان المازني : عوتب في الشّراب فقال : إذا صار أكبر ذنوبي تركته .
وأمّا إبراهيم بن المهديّ فقد أساء في تعريضه بالكأس لمحمّد بن حازم ولكن من عبث بالبمَّ والزِّير لم يكن في الدّيانة أخا تعزير . وقد روي أنّ المعتصم دعا إبراهيم كعادته فغنَّاه البيتين اللذين يقال فيهما : غنّى صوت ابن شكلة وبكى إبراهيم فقال له المعتصم : ما يبكيك فقال : كنت عاهدت الله إذا بلغت ستين سنةً أن أتوب وقد بلغتها . فأعفاه المعتصم من الغناء وحضور الشراب .
والتّوبة إذا لم تكن نصوحاً لم يلف خلقها منصوحاً . وكان في بلدنا رجلٌ مغرمٌ بالقهوة فلمّا كبر رغب في المطبوخ وكان يحضر مع نداماه وبين يديه خرداذيُّ فيه مطبخةٌ وعندهم قدحٌ واحدٌ فيشرب هو من المطبوخ ويشرب أصحابه من النيء فإذا جاء القدح إليه ليشرب غسله من أثر الخمر وشرب فيه فإذا فرغ خرداذيُّ المطبوخ رجع فشرب من شراب إخوانه .
وأمّا مخاطبته غيره وهو يعني نفسه فهو كقولهم في المثل : إيّاك أعني واسمعي يا جارة . ولا عندد عن الجبلَّة يريد المتنسِّك أن ينصرف حبُّه عن العاجلة وليس يقدر على ذلك كما لولا تقدر الظبية أن تصير لبؤةً ولا الحصاة أن تتصوَّر لؤلؤةً : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنَّك كنت من الخاطئين .

274

نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست