نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 212
منه يشتمل على جميع المدركات وهو في ذلك ضد المكان لأن أقل جزءٍ منه لا يمكن أن يشتمل على شي كما تشتمل عليه الظروف فأما الكون فلا بد من تشبثه بما قل وكثر . والذين قالوا : " وما يهلكنا إلى الدهر " وغير ذلك من المقال مثل البيت المنسوب إلى الأخطل وذكره حبيب بن أوسٍ لشمعلة التغلبي وهو : فإن أمير المؤمنين وفعله * لكالدهر لا عار بما فعل الدهر وقول الآخر : الدهر لاءم بين ألفتنا * وكذاك فرق بيننا الدهر وقل أبي صخر : عجبت لسعي الدهر بيني وبينها * فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر لم يدع أن أحداً منهم كان يقرب للأفلاك القرابين ولا يزعم أنها تعقل وإنما ذلك شيء يتوارثه الأمم في زمان بعد زمان . شاتم الدهر وكان في عبد القيس شاعر يقال له " شاتم الدهر " وهو القائل : ولما رأيت الدهر وعراً سبيله * وأبدى لنا وجهاً أزب مجدعا ذكرت الكرام الذاهبين أولي الندى * وقلت لعمرو والحسام : ألا دعا وأما غيظه على الزنادقة والملحدين فأجره الله عليه كما أجره على الظمأ في طريق مكة واصطلاء الشمس بعرفة ومبيته بالمزدلقة . ولا ريب أنه ابتهل إلى الله سبحانه في الأيام المعدودات والمعلومات أن يثبت هضاب الإسلام ويقيم لمن اتبعه النير من الأعلام . ولكن الزندقة داء قديم طالما حلم بها الأديم . وقد رأى بعض الفقهاء أن الرجل إذا ظهرت
212
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 212