نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 119
القدير ويقول : هذا كما جاء في الحديث : أعددت لعبادي المؤمنين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت وبله ما أطلعتهم عليه وبل في معنى : دع وكيف . ويخطر في نفسه وهو ساجدٌ أنَّ تلك الجارية على حسنها ضاويةٌ فيرفع رأسه من السُّجود وقد صار من ورائها ردفٌ يضاهي كثبان عالجٍ وأنقاء الدَّهناء وأرملة يبرين وبني سعدٍ فيهال من قدرة اللّطيف الخبير ويقول : يا رازق المشرقة سناها ومبلغ السائلة مناها والذي فعل ما أعجز وهال ودعا إلى الحلم الجهَّال أسألك أن تقصر بوص هذه الحوريَّة على ميلٍ في ميل فقد جاز بها قدرك حدَّ التأميل . فيقال له : أنت مخيَّر في تكوين هذه الجارية كما تشاء . ويبدو له أن يطَّلع إلى أهل النّار فينظر إلى ما هم فيه ليعظم شكره على النّعم بدليل قوله تعالى : " قال قائلٌ منهم : إنّي كان لي قرينٌ يقول أئنَّك لمن المصدِّقين أئذا متنا وكنَّا ترباً وعظاماً أئنَّا لمدينون . قال هل أنتم مطَّلعون . فاطَّلع فرآه في سواء الجحيم قال : تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربِّي لكنت من المحضرين " . فيركب بعض دوابِّ الجنَّة ويسير فإذا هو بمدائن ليست
119
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 119