نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 117
كأنّ المدام وصوب الغمام * وريح الخزامي ونشر القطر يعلُّ به برد أنيابها * إذا غرَّد الطَّائر المستحر وقوله : أيَّام فوها كلّما نبَّهتها * كالمسك بات وظلَّ في الفدَّام أنفٌ كلون دم الغزال معتَّقٌ * من خمر عانة أو كروم شبام فتستغرب إحداهما ضحكاً . فيقول : ممَّ تضحكين ! فتقول : فرحاً بتفضلُّ الله الذي وهب نعيماً وكان بالمغفرة زعيماً أتدري من أنا يا عليَّ بن منصور فيقول : أنت من حور الجنان اللَّواتي خلقكن الله جزاءً للمتَّقين وقال فيكنَّ : كأنَّهنّ الياقوت والمرجان فتقول : أنا كذلك بإنعام الله العظيم على أنّي كنت في الدار العاجلة أعرف بحمدونة وأسكن في باب العراق بحلب وأبي صاحب رحىً وتزوَّجني رجلٌ يبيع السَّقط فطلَّقني لرائحةٍ كرهها من فيَّ وكنت من أقبح نساء حلب فلمَّا عرفت ذلك زهدت في الدنيا الغرَّارة وتوفَّرت على العبادة وأكلت من مغزلي ومردني فصيَّرني ذلك إلى ما ترى . وتقول الأخرى : أتدري من أنا يا عليَّ بن منصور أنا توفيق السَّوداء التي كانت تخدم في دار العلم ببغداد على زمان أبي منصورٍ محمَّد بن عليٍّ الخازن وكنت أخرج الكتب إلى النُّساخ .
117
نام کتاب : رسالة الغفران نویسنده : أبي العلاء المعري جلد : 1 صفحه : 117