responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 310


( الخامس ) أن يأكل مع خدامه وغلمانه ، فإن لم يثقل عليه فهو متواضع وإلا فمتكبر . وروي رجل من أهل بلخ ، قال : " كنت مع الرضا ( ع ) في سفره إلى خراسان ، فدعا يوما بمائدة ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك ! لو عزلت لهؤلاء مائدة ، قال عليه السلام إن الرب تعالى واحد ، والدين واحد ، والأم واحدة ، والأب واحد ، والجزاء بالأعمال " .
والامتحانات لبقاء الكبر ليست منحصرة بما ذكر ، بل هي كثيرة :
كأن يحب قيام الناس له أو بين يديه ، قال أمير المؤمنين عليه السلام :
" من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام " . وقال بعض الصحابة : " لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك " .
وأن يحب أن يمشي خلفه غيره ، وقد روي " أنه لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما مشى خلفه " . وكان رسول الله ( ص ) في بعض الأوقات يمشي مع بعض الأصحاب ، فيأمرهم بالتقدم ويمشي في غمارهم .
وألا يزور غيره ، وإن كان في زيارته فائدة دينية . وأن يستنكف من مجالسة الفقراء والمعلولين والمرضى . روي أنه دخل على رسول الله رجل وعليه جدري قد تقشر ، وعنده ناس من أصحابه يأكلون ، فما جلس عند أحد إلا قام من جنبه . فأجلسه النبي ( ص ) إلى جنبه . وكان ( ص ) في نفر من أصحابه يأكلون في بينه . إذ دخل عليهم رجل به زمانة تنكره الناس لأجلها ، فأجلسه رسول الله على فخذه وقال له : " أطعم " ، وكأن رجلا من قريش اشمأز منه وتكره ، فما مات ذلك الرجل حتى كانت به زمانة مثلها .
ومر سيد الساجدين عليه السلام على المجذومين [88] وهو راكب حماره ، وهم يتغدون ، فدعوه إلى الغداء ، فقال ، " أما إني لولا أني صائم لفعلت " فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع ، وأمر أن يتنوقوا فيه ، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم . . وقس على هذه غيرها من الامتحانات .
ولقد كانت سيرة رسول الله ( ص ) جامعة لجميع ما يمتحن به التواضع



[88] وفي بعض نسخ الكافي المصححة في باب التواضع هكذا : ( المجذمين ) .

310

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست