responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 187


في السوق ، فإن ادعت البراءة من الغضب فليجرب بإيقاعها في معرض إهانة السفهاء ، وهكذا فليمتحن في غيرهما من الصفات بالامتحانات التي كان الأولون والسلف الصالحون يجربون بها أنفسهم ، حتى يطمئن بانقطاع أصولها وفروعها من قلبه . ولو وجد بالامتحان أو تصريح المشاهدة والعيان شيئا منها في قلبه ، فليتفكر في كيفية الخلاص من المعالجة بالضد أو بالموعظة والنصيحة والتوبيخ والملامة ، أو ملازمة أولي الأخلاق الفاضلة ومجالسة أصحاب الورع والتقوى ، أو بالرياضة والمجاهدة وغير ذلك . فإن نفع شئ منها في الإزالة بالسهولة فليحمد الله على ذلك ، وإلا فليواظب على هذه المعالجات وتكررها حتى يوفقه الله للخلاص بمقتضى وعده .
ثم يتفكر في كل واحد من الفضائل المنجية : كاليقين ، والتوكل ، والصبر على البلاء ، والرضا بالقضاء ، والشكر على النعماء ، واعتدال الخوف والرجاء ، والشجاعة والسخاء والزهد والورع ، والاخلاص في العمل ، وستر العيوب ، والندم على الذنوب ، وحسن الخلق مع الخلق ، وحب الله والخشوع له . . . وغير ذلك ، فإن وجد قلبه متصفا بالجميع فليجزيه بالعاملات حتى يطمئن من تلبيس النفس - كما علمت طريقه - وإن وجد قلبه خاليا من شئ منها فليفكر في طريق تحصيله - كما أشير إليه - . ثم يتوجه إلى كل واحد من أعضائه ويتفكر في المعاصي المتعلقة به ، مثل أن ينظر في لسانه ، ويتفكر في أنه هل صدر منه شئ من الغيبة ، أو الكذب ، أو الفحش ، أو فضول الكلام ، أو النميمة ، أو الثناء على النفس ، أو غير ذلك . ثم ينظر في بطنه هل عصى الله بأكل حرام أو شبهة ، أو كثرة مانعة عن صفاء النفس وغير ذلك . . . وهكذا يفعل في كل عضو عضو .
ثم يتفكر في الطاعات المتعلقة بكل واحد منها وفيما خلق هذا العضو لأجله من الفرائض والنوافل ، فإن وجد - بعد التفكر - عدم صدور شئ من المعاصي عن شئ منها ، وإتيانها بالطاعات المفروضة عليها بأسرها وبالنوافل المرغبة إليها بقدر اليسر والاستطاعة ، فليحمد الله على ذلك ، وإن عثر على صدور شئ من المعاصي أو ترك شئ من الفرائض ، فليتفكر أولا في الأسباب الباعثة على ذلك ، من الاشتغال بفضول الدنيا أو مصاحبة أقران

187

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست