responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 179


محيطا بحقائق الأشياء متصلا بالملكوت الأعلى ، ومن اجتماع عوالم السباع والبهائم والملائكة والشياطين فيه [80] ، وإطاعة جميع الموجودات له ، حتى السباع تخضع لديه والطيور تخفض أجنحة الذل بين يديه ، ويستخدم الجن ويسخر الكواكب وروحانيتها ، ومن عجائب عالمه الطبع الموزون والصوت الحسن ، وعلمه بصناعة الموسيقى ، واستنباطه أنواع صنائع الأرض ، وقد يتعدى إلى عالم العجيبة والحرف الغريبة .
ومنها أمر الرؤيا وإخباره بالمغيبات لاتصاله بالجواهر الروحانية ، وتأثيره في مواد الأكوان ينزع صورة وإلباس أخرى ، فيؤثر فانقطاعه إلى الله في استحالة الهواء إلى الغيم ونزول الأمطار ، وإزالة أنواع الأمراض ، وإهلاك قوم وإنجائهم ، وتمكنه من فعل أو تحريك يخرج عن وسع مثله ، وإمساك عن القوت مدة غير معتادة ، واقتداره على إظهار بدنه المثالي في مواضع مختلفة في وقت واحد ، وإحضاره ما يريده من المطاعم والملابس ، ومصاحبته مع الملائكة وأخذ العلوم . فانظر - يا أخي - إن كنت من أهل اليقظة إلى قدرة ربك العظيم حيث أودع جميع ذلك فيما عرفت حاله من النطفة السخيفة القذرة ، وهذه النطفة هي التي قد تصير ملكا شديد الهمة والبطش مسخرا للربع المسكون ، بحيث ينوط به انتظام النوع واختلاله ، وقد يصير بحيث تظهر منه خوارق العادات وغرائب المعجزات في عالم الأرض ، وقد يتعدى إلى عالم الأفلاك ، فينشق القمر ويرد الشمس .
وليت شعري إن الناس كيف يتعجبون من صيرورة الميت حيا ، مع أنه جثته كانت موجودة وإنما أفيض عليه مجرد حس وحركة ، ولا يتعجبون من بلوغ قطرة ماء قذرة إلى المراتب التي عرفتها ، وليس المنشأ لذلك إلا كثرة مشاهدتهم وتكرر ملاحظتهم له ، مع أن هذا لا يدفع العجب والغرابة لو نظروا بعين العبرة والبصيرة ، إذ منشأهما إما عظم الصنع وحسن الابداع ، فهما في بلوغ النطفة إلى المراتب المذكورة أقوى وأشد من إحياء ميت ، أو دلالة هذا الصنع والفعل على صانع حكيم وفاعل عليهم ، فلا ريب أيضا في



[80] تذكير الضمير هنا وفيما يأتي باعتبار الإنسان ، وتقدم مثله ص ( 11 ) .

179

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست