responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 170


الفكرية ، وجعل مقدمه الذي هو منبت الأعصاب الحسية ألين من مؤخره الذي هو منبت أعصاب الحركة ، لأن الحركة لا تحصل إلا بالقوة ، والقوة إنما تحصل بالصلابة . ثم جلل الدماغ بغشاءين : ( أحدهما ) رقيق لين ملاصق لجوهره ، و ( ثانيهما ) غليظ صلب ملاصق للقحف ، وهو مثقب بثقب كثيرة لاندفاع الفضول منه ، وانشعبت منه شعب دقاق تصعد من دروز القحف إلى ظاهره ، ليتشبث بها هذا الغشاء بالقحف ولا ينفصل عنه ، وجعل بين جزئي الدماغ المقدم والمؤخر حجابا لطيفا ليحجب عن مماسة الألين بالأصلب فيتأذى منه ، وخلق تحت الدماغ بين الغشاء الغليظ والعظم نسيجه [75] شبيهة بالشباك ، وقد تكونت من الشرايين الصاعدة من القلب والكبد إلى الدماغ ، وقد فرشت هذه الشبكة تحت الدماغ ، ليبرد فيها الدم الشرياني والروح ، ويتشبه بالمزاج الدماغي بعد النضج ، ثم يتخلص إلى الدماغ على التدريج ، ولولاه لم يصلح الدم الكبدي والروح القلبي الكثرة حرارتهما لتغذية الدماغ ، ولم يناسبا جوهره ، وجعل الفرج التي بين فروع هذه الشريانات محشوة بلحم غددي لئلا تبقى خالية ، ولتعتمد عليه تلك الفروع وتبقى على أوضاعها .
ثم لما كان الدماغ مبدأ الحس والحركة . ولم يكن لسائر الأعضاء حس وحركة بذاتها ، وكان اللازم إيصالهما منه إليهما ، ولم يكن ذلك ممكنا بدون واسطة في الايصال ، فخلق ( الأعصاب ) من جوهره ، ووصلها منه إلى سائر الأعضاء من العظام وغيرها ، ليفيدها الدماغ بتوسطها حسا وحركة ، وليشد ويتقوى بها اللحم والبدن ، وأيضا لم يجعلها متصلة بالعظم مفردة ، بل بعد اختلاطها باللحم والرباط ، لئلا يتأذى من صلابته .
ثم لما كان نزول جميع الأعصاب التي يحتاج إليها من الدماغ موجبا لثقل الرأس وعظمه ، خلق الله من جوهر الدماغ أشبه شئ به وهو ( النخاع ) وجعل في أسفل القحف ثقبا وأخرجه منها ، وخصه بالعنق والصلب ، وأخرج منه كثيرا من الأعصاب المحتاج إليها إلى الأعضاء . فالدماغ بمنزلة العين والينبوع للحس والحركة ، والنخاع بمثابة النهر النهر العظيم الجاري منه



[75] الموجود في نسختنا الخطية " فسحة " بل ( تسيجة ) .

170

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست