responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 165


شفاء . وانظر في عجائب أمرها في تناولها الأزهار والأنهار واجتنابها عن النجاسات والأقذار ، وفي طاعتها وانقيادها لواحد من جملتهم ، وأكبرهم شخصا ، وهو أميرهم . وانظر كيف علم الله أميرهم أن يحكم بالعدل والإنصاف بينهم ، حتى أنه ليقتل على باب النفذ كل ما وقع منها على نجاسة . ثم انظر إلى بناء بيوتها من الشمع واختيارها من جملة الأشكال المسدس ، فلا يبنى مستديرا ولا مربعا ولا مخمسا ، بل اختار المسدس لخاصية يقصر عن دركها أفهام المهندسين ، وهو أن أوسع الأشكال وأجودها المستدير ، ثم ما يقرب منه ، فإن المربع تخرج منه زوايا ضايعة ، وشكل النحل مستدير مستطيل ، فترك المربع حتى لا تضيع الزوايا فتبقى فارغة ، ولو بناها مستديرة لبقيت خارج البيوت فرج ضايعة ، لأن الأشكال المستديرة إذا اجتمعت لم تجتمع متراصة ، ولا شكل في الأشكال ذوات الزوايا يقرب في الوسعة والاحتواء من المستدير ثم تتراص الجملة منه بحيث لا يبقى بعد اجتماعها فرجة إلا المسدس ، فهذه خاصية هذا الشكل . فانظر كيف علم الله النحل مع صغر جرمها لطفا بها وعناية بوجودها ليهنأ عيشها ، فسبحانه ما أعظم شأنه . وما ذكرناه قدر يسير من عجائب الحكمة المودعة فيها ، وما فيها من العجائب الظاهرة والباطنة مما لا يمكن الإحاطة به .
وأما " الإنسان " - فنقول : لا ريب في أن أول كل إنسان قطرة من ماء قذرة ، لو خليت بنفسها لأنتنها الهواء وأفسدها ، وكانت متفرقة في جميع أجزاء بدن الذكر ، فألقى الله بلطائف حكمته محبة بينه وبين الأنثى وقادهما بسلاسل الشهوة إلى الاجتماع ، واستخرج هذه النطفة المنتنة بحركة الوقاع ، وأعطى لآلة الرجل قوة دافعة ، ولرحم الأنثى قوة جاذبة ، حتى جذبتها من فم الإحليل إلى نفسها ، وامتزجت بمني الأنثى بحيث صارتا واحدة ، واستقرت في الرحم ، وجعل مبدأ عقد الصورة في مني الذكر ، ومبدأ انعقادها في مني الأنثى ، فهما بالنظر إلى الجنين كالأنفحة واللبن بالقياس إلى الجبن ، والحق إن لكل من المنيين القوة العاقدة والمنعقدة ، إلا أن الأولى في الذكوري والثانية في الأنوثي أقوى ، وإلا لم يتحدا شيئا واحدا ، ولم ينعقد الذكوري حتى يصير جزأ من الولد . فلو كان مزاج ج : 1

165

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : ملا محمد مهدي النراقي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست