< فهرس الموضوعات > ( أنواع الرذائل المتعلقة بالقوة العاقلة ) وهي ( 5 ) أنواع : < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ( 1 ) الجهل المركب < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ( 2 ) الشك والحيرة < / فهرس الموضوعات > وسلم في الآخرة ، وإن اشتغل بتصقيل النفس وارتياضها الشرح صدره وانفتح له باب الإفاضة ، ووصل إلى المرتبة الأولى . أنواع الرذائل المتعلقة بالعاقلة أما الأنواع المتعلقة بالعاقلة فمنها : الجهل المركب : وهو خلو النفس عن العلم وإذعانها بما هو خلاف الواقع ، مع اعتقاد كونها عالمة بما هو الحق ، فصاحبه لا يعلم ، ولا يعلم أنه لا يعلم ، ولذا سمي مركبا . وهو أشد الرذائل وأصعبها ، وإزالته في غاية الصعوبة ، كما هو ظاهر من حال بعض الطلبة . وقد اعترف أطباء النفوس بالعجز عن معالجته كما اعترف أطباء الأبدان بالعجز عن معالجة بعض الأمراض المزمنة ، ولذا قال عيسى عليه السلام : " إني لا أعجز عن معالجة الأكمه والأبرص وأعجز عن معالجة الأحمق " . والسر فيه : أنه مع قصور النفس بهذا الاعتقاد الفاسد لا يتنبه على نقصانها ، فلا يتحرك للطلب ، فيبقى في الضلالة والردى ما دام باقيا في دار الدنيا . ثم المنشأ له إن كان اعوجاج السليقة فأنفع العلاج له تحريض صاحبه على تعلم العلوم الرياضية من الهندسة والحساب ، فإنها موجبة لاستقامة الذهن لألفه لأجلها باليقينيات فيتنبه على خلل اعتقادها ، فيصير جهلها بسيطا ، فينتهض للطلب . وإن كان خطأ في الاستدلال ، فليوازن استدلاله لاستدلالات أهل التحقيق والمشهورين باستقامة القريحة ، ويعرض أدلة المطلوب على القواعد الميزانية باحتياط تام واستقصاء بليغ ، حتى يظهر خطأه . وإن كان وجود مانع من عصبية أو تقليد أو غير ذلك فليجتهد في إزالته . ومنها الشك والحيرة : وهو من باب رداءة الكيفية وهو عجز النفس عن تحقيق الحق وإبطال الباطل في المثالب الخفية ، والغالب حصوله من تعارض الأدلة ، ولا ريب أنه مما يهلك النفس ويفسدها ، إذ الشك ينافي اليقين الذي لا يتحقق الإيمان بدونه . قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه : " لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا " وكأن الارتياب في كلامه عليه السلام مبدأ الشك .