نام کتاب : تربية الطفل في الإسلام نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 68
وتبدأ بوادر الغيرة عليه منذ أول يوم الولادة ، إذ ينشغل الوالدان بالوضع الطارئ الجديد وسلامة الوالدة والطفل ، فإذا لم ينتبه الوالدان إلى هذه الظاهرة ، فان غيرة الطفل الأول ستتحول بالتدريج إلى عداء وكراهية للطفل الجديد ، وينعكس هذا العداء على أوضاعه النفسية والعاطفية ، ويزداد كلما انصب الاهتمام بالطفل الجديد وأخرج الطفل الأول عن دائرة الاهتمام ، فيجب على الوالدين الالتفات إلى ذلك والوقاية من هذه الظاهرة الجديدة ، وابقاء الطفل الأول على التمتع بنفس الاهتمام والرعاية واشعاره بالحب والحنان ، وتحبيبه للطفل الثاني ، واقناعه بأنه سيصبح أخا أو أختا له يسليه ويتعاون معه ، وانه ليس منافسا له في الحب والاهتمام ، ويجب عليهما تصديق هذا الاقناع في الواقع بأن تقوم الأم باحتضانه وتقبيله ويقوم الأب بتلبية حاجاته أو شراء ألعاب جديدة له ، إلى غير ذلك من وسائل الاهتمام والرعاية الواقعية ، والحل الأمثل هو العدالة والمساواة بين الطفل الأول والثاني فإنها وقاية وعلاج للغيرة والكراهية والعداء وتتأكد أهمية العدالة والمساواة كلما تقدم الطفلان في العمر ، إذ تنمو مشاعرهما وعواطفها ونضوجهم العقلي واللغوي بالتدريج يجعلهما يفهمان معنى العدالة ومعنى المساواة ، ويشخصان مصاديقها في الواقع العملي ، وقد وردت الروايات المتظافرة لتؤكد على إشاعة العدالة بين الأطفال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف " [1] . والعدالة بين الأطفال مطلقة وشاملة لكل الجوانب الحياتية التي تحيط