ثم يزيدون على الطالب ساعات الحضور لإكمال المواد ، فيغصُّ فيها الطالب . وقد عبَّر أحد الطلبة عن هذا المنهج بأن الإدارة تعاملهم كأنهم بطٌّ مصري ! قال : رأيت بعض النساء في مصر تحشو الحبوب في فم البطة بالقوة لكي تسمن ، وهؤلاء يحشون المواد في رؤوسنا بالقوة لنصير علماء ! وقال طالب آخر : ملؤوا البرنامج بالمواد ، وهيؤوا من كل مادة قطعة ، وألزمونا بست ساعات من الدوام ، وقد يضيفون ساعتين بعد الظهر ، وجعلوا الامتحان تلو الامتحان ، فلا وقت لنا للمطالعة ، ولا للمباحثة ! فكيف نستوعب المواد ونحن نركض ركضاً ، وأعصابنا متوترة ؟ ! قد تقول : على هذا يبقى السؤال : كيف نلبي حاجة الطالب من هذه المواد ؟ والجواب : أنه لا حلَّ إلا بأن نُقَوِّي قدرة الطالب الذهنية والفكرية والعقلية ليتمكن هو من تحصيل ما يحتاج إليه من هذه العلوم ، ولن نجد ما يقوي قدراته مثل علم الفقه ، وأصول الفقه ، بعد أن يُتقن اللغة العربية . فأيُّ طالب يستوعب بحوث علم أصول الفقه ، ويستطيع أن يشرحها ويدافع عن نظرياتها ، يستطيع بجهده الشخصي أن يكون عالماً ، في أي فرع من العلوم المذكورة . إن تركيز منهج الحوزة على علم أصول الفقه ، يعني حرص علمائنا على أن يبذل الطالب جهداً ليملك مفتاحاً إلى العلوم المذكورة وغيرها . وهذا أصح من محاولة حشوها في رأسه ، أو تشميمه رائحتها !